نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 47
الفصل الثاني: تكوين الأسلوب
وهنا نجد فرقًا واضحًا -في تكوين الأسلوب واستكمال عناصره- بين الطالب المبتدئ والأديب المنتهي؛ فالطالب الذي يأخذ في دراسة الكتابة يسلك الطريق الذي يسلكه زميله طالب الموسيقى أو الرسم؛ تجد تلميذ الموسيقى يبدأ درسه بتعرف الأدوات الموسيقية والفرق بينها، وطرق استخدامها، وأنواع الألحان والأنغام التي تنتجها كل أداة، ثم ينتقل من ذلك إلى تأليف الألحان المركبة واستخدام أداتين أو أكثر مع مراعاة الانسجام والتأليف بين الأنغام ... وآخر الأمر يتعلم كيف يؤلف الدور الموسيقي العام ويتخذ من الأدوات وأنغامها وسائل لتوقيع المقطوعات وقد يصل به الأمر إلى التجديد والابتكار.
كذلك طالب الأدب يبدأ دروسه بتعلم الحروف وتأليف الكلمات منها، ثم تأليف الجمل من الكلمات تأليفًا خبريًّا أو إنشائيًّا فعلية كانت أو اسمية، إيجابية أو سلبية، مع ملاحظة الفروق الدقيقة بينها وينتقل من الجمل إلى الفقرات المؤلفة من الجمل مفصولة أو موصولة حسب مقتضيات المعاني ... ولا ينسى طرائق المجاز والتشبيه والاستعارة والكناية والمطابقة وحسن التعليل ... وأخيرًا هذه الأساليب القصصية أو الجدلية أو التقريرية أو الوصفية منثورة ومنظومة ... ومعنى هذا أنه يبدأ بالألفاظ وينتهي إلى الفنون الأدبية.
أما الكاتب المنتهي فإنه يسير في طريق عكسية، شأنه شأن الموسيقار البارع
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 47