نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 69
التشنيع والبرم بهذه الحادثات لا التفسير والإيضاح حتى إذا قرأت البيت الثاني رأيت في هذه المقابلة مثلا من آثار هذه البلاء وهو أثر سيئ شنيع، ويقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم: $"إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل استوقد نارًا فلما أضاء ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار تقع فيها، فجعل ينزعن ويغلبنه فيقتحمن فيها، فأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقتحمون فيها". فهذا التمثيل البياني يراد به التوضيح والإفهام. فالرسول في إخراج الناس من ظلمات يتهافتون عليها، إلى الهدى والنور كأنه ينزع فراشًا ودوابَّ من نار تتهالك عليها، هذا هو الأصل في كل من النظم والنثر.
5- تراكيب الشعر أكثر حرية في تأليف كلماتها من حيث التقديم والتأخير، وذلك ناشئ عن قصد التوفيق بين وزن الشعر وحركات العبارة فتبدو الجمل في نظام غير طبيعي؛ على أن شيئًا من ذلك قد يكون لغرض معنوي أو فني كالقصر أو التفاؤل. أما النثر فلا يخرج نظم الكلام فيه عن الأصل إلا لباعث معنوي، ومن ذلك في الشعر ما قال المتنبي:
وشيخ في الشباب وليس شيخًا ... يُسمَّى كل ممن بلغ المشيبا
ففصل بين ليس واسمها "كل" وقدم المعمول "شيخًا" على عامله "يسمى" ليستقيم له الوزن ومن ذلك قوله:
وكان أطيب من سيفي مضاجعة ... أشباه رونقة الغيد الأماليد
فأخر اسم كان "أشباه" وأضافه إلى المتصل بضمير السيف ليعود هذا على متقدم في الذكر. ومن ذلك في النثر قول زيادة: "حرام على الطعام والشراب حتى أسويها بالأرض هدمًا وإحراقًا فلنا عليكم السمع والطاعة فيما أحببنا ولكم علينا العدل فيما ولينا" مما التقديم فيه للإلزام والإرهاب أو للقصر والتوكيد.
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 69