نام کتاب : الإمتاع والمؤانسة نویسنده : أبو حيّان التوحيدي جلد : 1 صفحه : 301
الفرس الوديق فيها، وتبعها الفرس، وتنادى الفريقان: إن فرس حوشب وقع في حفيرة عكرمة فما أخرجوه إلا بالعمد. قال: فغلبه عكرمة.
قال الشاعر:
لا أشتم الضّيف إلا أن أقول له: ... أباتك الله في أبيات عمّار
أباتك الله في أبيات معتنز ... عن المكارم لا عفّ ولا قاري
جلد النّدى زاهد في كلّ مكرمة ... كأنّما ضيفه في ملّة النّار
وقال آخر:
وهو إذا قيل له: ويها كل ... فإنّه مواشك مستعجل
وهو إذا قيل له: ويها فل ... فإنّه أحج به أن ينكل
قيل لصوفيّ: ما حدّ الشّبع؟ قال: لا حدّ له، ولو أراد الله أن يؤكل بحدّ لبيّن كما بيّن جميع الحدود. وكيف يكون للأكل حدّ، والأكلة مختلفوا الطّباع والمزاج والعارض والعادة، وحكمة الله ظاهرة في إخفاء حدّ الشّبع حتى يأكل من شاء على ما شاء كما شاء.
وقيل لصوفيّ: ما حدّ الشّبع؟ فقال: ما نشّط على أداء الفرائض، وثبّط عن إقامة النّوافل.
وقيل لمتكلم: ما حدّ الشّبع؟ فقال: حدّه أن يجلب النوم، ويضجر القوم، ويبعث على اللّوم.
وقيل لطفيليّ: ما حدّ الشّبع؟ قال: أن يؤكل على أنه آخر الزّاد، ويؤتى على الجلّ والدّقّ.
وقيل لأعرابيّ: ما حدّ الشّبع؟ قال: أمّا عندكم يا حاضرة فلا أدري، وأما عندنا في البادية فما وجدت العين، وامتدّت إليه اليد، ودار عليه الضّرس وأساغه الحلق، وانتفخ به البطن، واستدارت عليه الحوايا، واستغاثت منه المعدة، وتقوّست منه الأضلاع، والتوت عليه المصارين، وخيف منه الموت.
وقيل لطبيب: ما حدّ الشّبع؟ قال: ما عدّل الطبيعة، وحفظ المزاج وأبقى شهوة لما بعد.
وقيل لقصّار: ما حدّ الشّبع؟ قال: أن تثب إلى الجفنة كأنّك سرحان وتأكل وأنت غضبان، وتمضغ كأنك شيطان، وتبلع كأنك هيمان، وتدع وأنت سكران، وتستلقي كأنك أوان.
وقيل لحمّال: ما حدّ الشّبع؟ قال: أن تأكل ما رأيت بعشر يديك غير عائف ولا متقزّز، ولا كاره ولا متعزّز.
نام کتاب : الإمتاع والمؤانسة نویسنده : أبو حيّان التوحيدي جلد : 1 صفحه : 301