نصرا تحب المغيرة بن شعبة.
وذكروا ان عروة ابن الزبير كنى أخاه عند عبد الملك، فقال له الحجاج: أتكنى أخاك المنافق عند أمير المؤمنين؟ لا أم لك، فقال عروة: ألى تقول ذلك يا ابن المتمنية؟ وأنا ابن عجائز الجنة، صفية وخديجة وأسماء وعائشة «1» .
ولما ورد نصر البصرة نزل على مجاشع بن مسعود، فعشق امرأته شميلة، وكانت هى ونصر كاتبين، ومجاشع أمى لا يكتب، فكتب نصر على الارض بحضرة مجاشع، انى قد احببتك حبا لو كان فوقك لأظلك، او كان تحتك لأقلك، فكتبت شميلة، وأنا، فقال مجاشع ما كتب وكتبت؟ قالت:
كتب كم تحلب ناقتكم وتغل أرضكم؟ فكتب: وأنا فقال: ما هذا لذاك، فطبق وكفأ على الكتابة جفنة، «2» وأتى بمن قرأها، فقال لنصر: ما سيرك عمر لخير، قم فان وراءك اوسع لك، فنهض خجلا الى منزل بعض المسلمين، فضنى «3» من حب شميلة، فبلغ مجاشعا فعاده، فوجد «4» لما به، فقال لشميلة: قومى اليه فمرضيه، ففعلت، وضمته الى صدرها فعادت قواه، قال بعض العواد: قاتل الله الاعشى، كأنه شهد أمرهما فقال:
لو أسندت ميتا إلى صدرها ... عاد ولم ينقل الى قابر
فلما فارقته عاد الى مرضه، فلم تزل تتردد عليه حتى مات، فقال أهل البصرة: أدنف من المتمنى فذهبت مثلا، وروى بعض الشيوخ خلاف هذا