نام کتاب : البديع في البديع نویسنده : ابن المعتز جلد : 1 صفحه : 136
وقال البحتري يصف بركة المتوكل1 "من البسيط":
إذا علتها الصبا أبدت لنا حبكاً[2] ... مثل الجواشن مصقولاً حواشيها
فحاجب الشمس أحياناً يضاحكها ... وريق الغيث أحياناً يباكيها3
وقال أيضاً "من الكامل":
حالت بك الأشياء عن حالاتها ... فالحزن حلّ والعزاء حرام
وبرغم أنفي أن أراك موسداً ... يد هالك والشامتون قيام4
وشرب بعض الناس عند الحسن بن وهب[5] قدحاً فلما استوفاه عبس فقال: والله ما أنصفتها، تضحك في وجهك وتعبس في وجهها، فأخذه بعض المحدثين6 "من الكامل":
ما أنصف الندمان كأس مدامة ... ضحكت إليه فشمّها بتعبس7
ودخل ابن شبابة[8] على قوم يشربون الخمر ومعه صديق له فقال الرجل: الويل لنا إن كان ما يشربون خمراً، فقال ابن شبابة: بل الويل لنا إن لم يكن ما
1 الخليفة العباسي المشهور، قتل سنة 247. [2] الصبا: ريح تهب من مطلع الشمس إذا استوى الليل والنهار، أبدى: أخبر. حبك: جمع حباك جمع حبيكة، وهي الطريقة في الرمل، والحبك تكسر كل شيء كالماء القائم إذا مرت به الريح. الجواشن: الدروع.
3 الحواشي: الأطراف، مصقول: أي مجلو. حاجب الشمس: أول ما يبدو منها عند الشروق. الغيث: المطر.
4 حال الشيء: انقلب عن حاله، وحال لونه: انقلب واسود، والحالة واحدة حال الإنسان، وحل: أي حلال، والوساد: المخدة، ووسدته الشيء: جعلته تحت رأسه. [5] كاتب شاعر عاصر أبا تمام ورثاه ولما مات رثاه البحتري، وكانت يكتب لمحمد بن عبد الملك الزيات، توفي سنة 250.
6 البيت لابن المعتز في ديوانه جـ2 ص52، وراجع ص22 فصول التماثيل لابن المعتز.
7 الندمان والنديم من ينادمك على الشراب، والمدامة: الخمر. التعبس: التجهم. [8] لعله محمد بن حماد بن شبابة شاعر بغدادي "429 معجم الشعراء".
نام کتاب : البديع في البديع نویسنده : ابن المعتز جلد : 1 صفحه : 136