وقول الحارث الجرمي:
قَوْمِي هُمُ قَتَلُوا أُمَيْمَ أَخِي ... فإذَا رَمَيْتُ يُصِيبُني سَهْمِي
ومع الاختصار ففي هذه الإِضافة معنَى التحسُّرِ لأنَّ من قَتَلَ أخاه هم قومُه الّذِينَ يَعِزُّ عليه أن يَنْتَقِم منهم، لأنَّه لو فعل لأصابَ بسَهْمِه نفسه.
***
الداعي الثالث: أن يشار بالإِضافة إلى تعظيم المضاف أو تعظيم المضاف إليه، ومن أمثلته ما يلي:
* قول الله عزَّ وجلَّ في سورة (الإِسْرَاءِ/ 17 مصحف/ 50 نزول) :
{سُبْحَانَ الذي أسرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ... } [الآية: 1] .
* وقول الله عزَّ وجلَّ في سورة (الجنّ/ 72 مصحف/ 40 نزول) :
{وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ الله يَدْعُوهُ كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً} [الآية: 19] .
لِبَداً: لِبَد جَمْعُ لِبْدَة، وهي لِبْدَةُ الأَسَدِ، أي: كاد مشركو مكة من كثرة تألُّبهم ضدَّه لمقاومة دعوته يكونون مثل لِبَدِ أُسود حوله.
فالإِضافة إلى الله في الآيتين تَشْرِيفٌ للمضاف عظيم.
* ومن تعظيم المضاف أن يقول ذو مكانة اجتماعية ومال كثير: هؤلاء أنصاري، وهذا السوقُ مِلْكِي، وقصور هذا الحيّ قصوري، فهو يُعظِّم نفسه بانصاره، وبما يملك.
***