نام کتاب : التحرير الأدبي نویسنده : حسين على محمد جلد : 1 صفحه : 114
وأريتريا أن هناك مسلمين مضهدين محرومين من دينهم وأشقائهم المسلمين في بلاد العرب وغيرها. كان نجيب الكيلاني أسبق الكتاب، ولعله الوحيد من العرب الذين عرّفوا بهؤلاء الضحايا، فكتب "ليالي تركستان"، و"عذراء جاكرتا"، و"عمالقة الشمال"، و"الظل الأسود".
وفي السنوات الأخيرة قفز نجيب الكيلاني قفزة فنية هائلة، حين انتقل إلى رصد الواقع المعاصر ومعالجته روائيًّا، فيما يمكن أن نطلق عليه "الواقعية الإسلامية"، وهي مختلفة بلا ريب عن الواقعية الأوروبية "الاشتراكية والانتقادية"؛ لأنها محكومة بروح الإسلام وعدالته غير المنحازة لطبقة أو فئة. إنها واقعية تنحاز للحق وللإنسان الذي كرمه الخالق. وفي هذه القفزة يعالج نجيب الكيلاني قضايا المجتمع من خلال الظواهر الطارئة والغريبة التي طرأت على أهله وناسه، والقيم المادية التي استجدت فأفسدت النفوس والقلوب والعقول، وجعلت المقاييس الاجتماعية تبتعد عن تحقيق العدل والحرية والتسامح والرحمة. لقد كتب نجيب الكيلاني مجموعة من الروايات الجميلة التي تستبطن الواقع والإنسان معًا في رؤية إسلامية نقية، وأسلوب متميز استطاع أن يعتمد على السرد الحي والحوار الشفاف، محققًا، ربما لأول مرة، قدرة فريدة على تضمين الحوار الروائي آيات قرآنية وأحاديث شريفة، دون أن يشعر القارئ بالافتعال أو التكلف.. ومن هذه الروايات: "اعترافات عبد المتجلي"، و"امرأة عبد المتجلي"، و"أقوال أبو الفتوح الشرقاوي" و"ملكة العنب"، و"مملكة البلعوطي"، و"أهل الحميدية"، و"الرجل الذي آمن".
ولقد ظل نجيب الكيلاني وفيًّا للأسلوب الروائي التقليدي، ولكنه طوره من الداخل إذا صح التعبير، فقد استطاع مثلًا أن يضمن الحوار آيات القرآن
نام کتاب : التحرير الأدبي نویسنده : حسين على محمد جلد : 1 صفحه : 114