responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحف والظرف نویسنده : الدارمي، محمد بن أحمد التميمي    جلد : 1  صفحه : 50
فأزال عني بالصدود لذاذاتي ... وأحال جدي عامداً ومزاحي
ناديت حين جفا تركت متيماً ... وهجرت صباً دائم الأتراح
وحجبت عني النوم ذا الأجفان من ... عدم الكرى نسباً إلى السفاح
فاردد رقادي بالوصال تكرماً ... يا نزهة الأقداح والأحداق
أواهٍ كم أشكو إليك وأنت لا ... تصغي لشكوى ذي ضنى وجراح
هذا فؤادي ذاب من ألم النوى ... ولدى النواحي قد أطلت نواحي
يا ما أشد الهجر حقاً إنه ... كالموت يقتلنا بغير سلاح
لو خلت ما بي عاذلي لرحمتني ... وترى فسادي فيه عين صلاحي
ومن ذلك:
يا قوم جفتني عامدا ولها ... في القلب مني محل ما به أحد
إن غبت تأكل لحمي ثم تعتبني ... مهما حقرت وحالي ليس تفتقد
في قرطها عجب في خدها لهب ... في ثغرها شنب باللحظ تنتقد
ولو..... وخيبة من فرط لوعته ... حرٌ يضيق به لو ذاقه الأسد
قالوا تحب لقاها؟ قلت وكيف لي ... منها صبيٌ به يستروح الكبد
عني تربيه والألبان ترضعه ... وكم به وبها من فرحة أجد
والآن صار له مذ زارني دنف ... يعيذه الله ممن دأبه الحسد
ومن ذلك:
قال المعنف لي وأنكر لوعتي ... حتى م دمعك كل يومٍ تذرف
تبكي على رجلٍ جفاك تعمداً ... والبخل منه لعمر جدك يعرف
فأجبته لأني كما بمعذبي ... من صبره عني فقلبي يرجف
ظبيٌ كان الدر داخل فيه إذ ... يبدي ابتساماً والشقائق تعطف
من خده فلان عيني كلما أبصرته ... غضضت ذاك وأرشف
أبدى صدوداً قال يقربك الذي ... تشكو سلاماً دائماً يا مدنف
قلت السلام على الحبيب مضاعفا ... مادام في الثقلين عني تطرف
يا ليته يدنو فقال تعجباً ... هيهات ذاك وهل حبيبٌ ينصف
فأجبته في هديه ووفائه ... أن ينثني للمستهام ويعطف
يا حسنه في عزه وحماله ... لو كان لي في وعده لا يخلف
إن الهوى عجب ومحمل عبأة ... شي تنوء به الجبال وتضعف
ما لامني في حب من هو قاتلي ... إلا خفيف عقله ومكلف
ومن ذلك:
لقد قال لي سيدي مرةً ... ودمعي منسفحٌ ساجم
إذا قيل رجل أهل الزما ... ن فقل عاشقٌ صابرٌ كاتم
فقلت له قد وحق الهوى ... وددت بأني بك عالم
فقال ستعلم إن دام ما ... تكابده أنني راحم
فقلت خف الله في قتلي ... فإنك بالهجر لي ظالم
لحسبي بأنك في عالمٍ ... بأني على ما جرى نادم
وشكواي يخلقني إن شكوت فها أنا ذا أبدا واجم
بكيت وإني أرجى السلو ... وما أنا من لوعتي سالم
محموم جسمٍ عليل الفؤاد ... به كمدٌ أبدا ً دائم
ومن سنة الحب أن السقام بصاحبه ثابتٌ لازم
ومن ذلك:
منه عرفت المطل بالوعد ... من يحجب الأغصان بالقد
إذا بد هلكت عجباً به ... ويلي لقد أثمت بالصد
يا لائمي في أن شكوت الذي ... حل بقلبي من لظى الوقد
كم لائمٍ لام فقال اصطبر ... فقلت لا صبر على البعد
عن من هواه قتلتي جاهداً ... يا ليته خفف من وجدي
إني لمن حبيه في محنةٍ ... شهد الله بما عندي
ما ينثني قلبي إذا لمته ... في الصبر عنه آهٍ من جهدي
يا عاذلي في حبه كم إذا ... قد جل ما أخفي وما أبدي
ومن ذلك:
لست عنها يا عاذلي بالصبور ... صرت عبداً لها ونعم المصير
يا فؤاد.... رحمةً بي ... فادني نحوها فعاد الغرور
فإلى الله أشتكي ضر قلبٍ ... ماله من غرامه من مجير
ليس وصلي على مناي حرام ... بل حرام هجر الذليل الحقير
قد وحق النبي طال خضوعي ... ثم مالي على الهوى من نصير
قد نهاني العذول عن فيض دمعي ... وعذولي بالحب غير خبير
لي في الحب موتة كل يومٍ ... من غرامٍ وسحٍ دمع غزير
هذه حالتي ومن يتهمني ... في نعيمٍ ولذةٍ وسرور
لامني جاهلٌ فقال أتبكي ... وبكاء المحب غير نكير
ليس موتي فجأةً بعجيبٍ ... لبلائي بها وفرط الزفير
بل عجيبٌ إن قيل عاش فلانٌ ... وهو مبلى بحب ظبيٍ غرير

نام کتاب : التحف والظرف نویسنده : الدارمي، محمد بن أحمد التميمي    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست