responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 131
يبكيك؟ قلت: أبكي أنه لا بدّ لي من تكفينك وليس لي ثوب من ثيابي يسعك كفنا، قال: فلا تبكي فإني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لنفر أنا فيهم: ليموتنّ رجل منكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين، وليس من أولئك النفر رجل إلا وقد مات في قرية وجماعة من المسلمين، وأنا الذي أموت بفلاة، والله ما كذبت ولا كذبت، فانظري الطريق، فقلت: أنّى وقد انقطع الحجّاج؟ فكانت تشتد الى كثيب «1» تقوم عليه ثم تنظر، ثم ترجع إليه فتمرّضه، ثم ترجع إلى الكثيب، فبينا هي كذلك إذا بنفر [2] تخبّ بهم رواحلهم كأنّهم عليها الرّخم، فألاحت بثوبها فأقبلوا حتى وقفوا عليها، فقالوا: ما لك؟
قالت: امرؤ من المسلمين يموت تكفّنونه، قالوا: من هو؟ قالت: أبو ذر، ففدّوه بآبائهم ووضعوا السياط في نحورها يستبقون إليه حتى جاءوه، فقال:
أبشروا، فحدّثهم وقال: إني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وذكر الخبر، وإنه لو كان عندي ثوب يسعني كفنا لي أو لامرأتي لم أكفّن إلا في ثوب لي أو لها، أنتم تسمعون إليّ، إني أنشدكم الله والإسلام أنّ يكفّنني رجل منكم كان أميرا أو عريفا أو نقيبا أو بريدا، فليس أحد من القوم إلا قارف بعض ما قال، إلا فتى من الأنصار، فقال: يا عمّ أنا أكفّنك، لم أصب مما ذكرت شيئا، أكفّنك في ردائي هذا الذي عليّ وفي ثوبين في عيبتي من غزل أمي حاكتهما لي، قال: أنت فكفّني، فكفّنه الأنصاريّ في النفر الذين شهدوه، ومنهم حجر بن الأدبر ومالك الأشتر «3» في نفر كلهم يمان.
[278]- ولما حضرت سلمان الفارسيّ الوفاة عرف منه بعض الجزع،

[278] نثر الدر 2: 74- 75 (ببعض اختلاف) ، وطبقات ابن سعد 4: 90، 91، وحلية الأولياء 1: 197، وصفة الصفوة 1: 223، وزهد ابن حنبل: 152.
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست