نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 132
فقالوا: ما يجزعك أبا عبد الله، وقد كان لك سابقة في الخير، شهدت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مغازي حسنة وفتوحا عظاما؟ فقال: يحزنني أنّ حبيبي محمدا عهد إلينا حين فارقنا، فقال: ليكف المؤمن كزاد الراكب، فهذا الذي حزنني؛ فجمع مال سلمان فكان قيمته خمسة عشر دينارا.
[278 ب]- وعنه رحمه الله أنه أكره على طعام يأكله، فقال: حسبي حسبي، فإني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: أكثر الناس جمعا في الدنيا أكثرهم جزعا في الآخرة، يا سلمان إنما الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر.
[279]- كتب «1» أبو الدرداء إلى أخ له: أما بعد فلست في شيء من أمر الدنيا إلّا وقد كان له أهل قبلك، وهو صائر له أهل بعدك، وليس لك منه إلا ما قدّمت لنفسك، فآثرها على المصلح من ولدك، فإنك تقدم على من لا يعذرك، وتجمع لمن لا يحمدك. وإنما تجمع لواحد من اثنين: إما عامل فيه بطاعة الله يسعد بما شقيت له، وإما عامل فيه بمعصية الله فيشقى بما جمعت له، وليس والله أحد منهما بأهل أن تبرد له على ظهرك، ولا تؤثره على نفسك.
ارج لمن مضى منهم رحمة الله، وثق بمن بقي منهم رزق الله، والسلام.
[280]- قال عبد الله بن مسعود: إني لأمقت الرجل أن أراه فارغا ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة.
[278] ب حلية الأولياء 1: 198 وقوله «إنما الدنيا سجن المؤمن ... » في العقد 3: 172 ومجموعة ورام 1: 128، 2: 55 والخصال 1: 108.
[279] حلية الأولياء 1: 216 وصفة الصفوة 1: 261- 262 ونسب لابي حازم في عيون الأخبار 2: 360- 361 وفي قوله: «وانما تجمع لواحد من اثنين ... » قارن بما تقدم لعلي رقم:
85.
[280] حلية الأولياء 1: 130 وصفة الصفوة 1: 163 وزهد ابن حنبل: 159 وقارن بربيع الأبرار: 246 ب (منسوبا لعمر بن الخطاب) والفوائد: 192.
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 132