responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسائل السياسية نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 499
الوعل؛ وأنت تحسبه مخاطرا بنفسه، للذي ترى من مطّلعه. ولو كان في كلّ ذلك مخاطرا لما دامت له السلامة مع تتابع ذلك منه.
قال: ويفخر الخارجيّ بأنّه إذا طلب أدرك، وإذا طلب لم يدرك.
والتركيّ ليس يحوج إلى أن يفوت؛ لأنه لا يطلب ولا يرام. ومن يروم [ما لا يطمع فيه] ؟! فهذا. على أنّا قد علمنا أنّ العلّة التي عمّت الخوارج بالنّجدة استواء حالاتهم في الدّيانة، واعتقادهم أنّ القتال دين؛ لأنّنا حين وجدنا السّجستانيّ والخراساني والجزريّ واليماميّ والمغربيّ والعمانيّ، والأزرقيّ منهم والنّجديّ والإباضيّ والصّفريّ، والمولى والعربيّ، والعجميّ والأعرابيّ، والعبيد والنّساء، والحائك والفلّاح، كلّهم يقاتل مع اختلاف الأنساب وتباين البلدان- علمنا أنّ الدّيانة هي التي سوّت بينهم، ووفّقت بينهم في ذلك. كما أنّ كلّ حجّام في الأرض من أيّ جنس كان، ومن أي بلد كان، فهو يحبّ النّبيذ، وكما أنّ أصحاب الخلقان والسّماكين والنّخّاسين والحاكة في كلّ بلد من كلّ جنس، شرار خلق الله في المبايعة والمعاملة. فعلمنا بذلك أنّ ذلك خلقة في هذه الصناعات، وبنية في هذه التّجارات، حين صاروا من بين جميع الناس كذلك.
قال: ورأينا التركيّ في بلاده ليس يقاتل على دين ولا على تأويل، ولا على ملك ولا على خراج، ولا على عصبيّة ولا على غيرة دون الحرمة والمحرم، ولا على حميّة ولا على عداوة، ولا على وطن ومنع دار ولا مال؛ وإنّما يقاتل على السّلب والخيار في يده. وليس يخاف الوعيد إن هرب، ولا يرجو الوعد إن أبلى عذرا. وكذلك هم في بلادهم وغاراتهم وحروبهم. وهو الطالب غير المطلوب؛ ومن كان كذلك فإنّما يأخذ العفو من قوّته، ولا يحتاج إلى [مجهوده] . ثم هو مع ذلك لا يقوم له شيء ولا يطمع فيه أحد، فما ظنّك بمن هذه صفته أن لو اضطرّه إحراج أو غيره أو غضب أو تديّن، أو

نام کتاب : الرسائل السياسية نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 499
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست