responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسائل السياسية نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 511
وحين بلغ أوس بن حجر صفة القانص، وبلغ له الغاية في جمعه لأبواب الكفاية بنفسه، قال:
قصيّ مبيت اللّيل للصّيد مطعم ... لأسهمه غار وبار وراصف
وليس أنه ليس في الأرض تركيّ إلّا وهو كما وصفنا، كما أنّه ليس كل يونانيّ حكيما ولا كل صينيّ غاية في الحذق، ولا كلّ أعرابيّ شاعرا قائفا، ولكنّ هذه الأمور في هؤلاء أعمّ وأتمّ، وهي فيهم أظهر وأكثر.
قد قلنا في السبب الذي تكاملت به النّجدة والفروسيّة في التّرك دون جميع الأمم، وفي العلل التي من أجلها انتظموا جميع معاني الحرب، وهي معان تشتمل على مذاهب غريبة، وخصال عجيبة.
فمنها: ما يقضى لأهله بالكرم وببعد الهمّة وطلب الغاية. ومنها: ما يدلّ على الأدب السّديد والرأي الأصيل، والفطنة الثاقبة والبصيرة النافذة. [ألا ترى أنّه ليس بدّ لصاحب الحرب من الحلم والعلم، والحزم والعزم، والصبر والكتمان، ومن الثقافة] ، وقلّة الغفلة وكثرة التجربة. ولا بدّ من البصر بالخيل والسلاح، [والخبرة] بالرّجال وبالبلاد، والعلم بالمكان والزّمان والمكايد، وبما فيه صلاح هذه الأمور كلّها.
والملك يحتاج إلى أواخ شداد وأسباب متان، ومن أتمّها سببا وأعمقها نفعا ما ثبّته في نصابه، وأقرّه وسكّنه في قراره، وزاد في تمكّنه وبهائه، وقطع أسباب المطمعة فيه، ومنع أيدي البغاة من الأشارة اليه فضلا عن البسط عليه.
قال: ثم إنّ التّرك عطفت على العرب بالمحاجّة والمقايسة، وقالوا: قلتم إن تكن القرابة مما يستحقّ بالكفاية فنحن أقدم في الطّاعة والودّ والمناصحة، وإن تكن تستحقّ بالقرابة فنحن أقرب قرابة.
قالوا: والعرب بعد هذا صنفان: عدنان وقحطان. فأمّا القحطانيّ فنسبتنا إلى الخلفاء أقرب من نسبتهم، ونحن أمسّ بهم رحما؛ لأن الخليفة من ولد

نام کتاب : الرسائل السياسية نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 511
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست