نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 14
ويدور منها شمالا إلى مرو الشاهجان حيث تتفرع منه جملة أنهار، ثم يفنى ماؤه في رمال مفازة الغز [1].
والمدينة بأرض مستوية بعيدة عن الجبال، لا يرى منها على مدى البصر جبل، وأرضها سبخة كثيرة الرمال، وأبنيتها من طين، وهي موزعة بين أربعة أقسام يسقي كل قسم منها نهر يأخذ من نهر المرغاب عند قرية الرزق أو الرزيق، حيث أقيم مقسم الماء. وتنهض عليها جميعا مباني المدينة وأرباضها. وهذه الأنهار هي نهر هرمز فره الذي يجري غربا، وفي شرقيه نهر الماجان، ثم نهر الرزق، وآخرها نهر أسعدي.
وللمدينة حصن، وعلي أنهارها سور يحيط بها كلها، وعلى رساتيقها جميعها سور آخر يلتف حولها. ولها أيضا أربعة أبواب تفضي إلى جهات مختلفة. وهي من النظافة، وحسن الترصيف، وتقسيم الأبنية والمحال في خلال الأنهار والغروس، وتميز كل سوق من غيره، بحيث تفضل سائر مدن خراسان[2].
والزراعة قوام حياة أهل مرو الشاهجان، فهم يزرعون الحبوب والفواكه والكروم، كما تشتهر المدينة بعنبها وزبيبها وبطيخها، ويشتغل بعضهم بصناعة الحرير والقطن والثياب. ويقال إنه كان يصدر منها الإبريسم والقز الكثير والقطن اللين، والثياب الفاخرة التي كانت تجهز إلى الآفاق[3].
ولمرو الشاهجان قرى ومدن كثيرة، منها سنج، وهي تبعد عنها من جهة الغرب أربعة فراسخ، ودورها مبنية على النهر، وبها بساتين كثيرة[4]. وإلى الجنوب الغربي من مرو الشاهجان، وبينها وبين سرخس مدينة الدندانقان، وهي بمنطقة رملية تنتهي عندها مزارع مرو الشاهجان[5]. وفي الشمال الشرقي من مرو الشاهجان على الطريق إلى [1] بلدان الخلافة الشرقية ص: 439. [2] اليعقوبي ص: 279، والإصطخري ص: 147، وابن حوقل ص: 364، والمقدسي ص: 310، وابن الفقيه ص: 320. [3] الإصطخري ص: 149، وابن حوقل ص: 365. [4] المقدسي ص: 312، وياقوت 3: 161. [5] المقدسي ص: 312، وياقوت 2: 610.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 14