نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 147
جنوده. ورفعه درجات على سائر الناس الذين لا يجلبون على أقوامهم إلا المصائب والويلات. وامتدح إرادته الصلبة واجتياحه قلاع المشركين الحصينة، وتفانيه في سبيل نشر الدين الحنيف، وانتهى إلى الاعتداد بأعماله المجيدة، ومفاخرة الخليفة بضخامتها، وإلى التغني باخلاص القبائل المضرية للخلافة، وتأهبها الدائم لبذل كل ما تستطيع من قوة، وما تملك من مال من أجل إعلاء كلمة الله في جنبات الله يقول1:
وبعد في غزوة كانت مباركة ... تردى زراعة أقوام وتحتصد2
نالت غمامتها فيلا بوابلها ... والصغد حين دنا شؤبوبها البرد3
إذ لا يزال له نهب ينفله ... من المقاسم لا وخش ولا نكد4
تلك الفتوح التي تدلي بحجتها ... على الخليفة أنا معشر حشد5
لم تثن وجهك عن قوم غزوتهم ... حتى يقال له بعدا وهم بعدوا
لم ترض من حصنهم إن كان ممتنعا ... حتى يكبر فيه الواحد الصمد
ويجدر التنويه بأن الشعراء ألحوا على باهلية قتيبة، وأبرزوا قيسيته وضخموها، سواء في ذلك شعراء الأزد، مثل كعب الأشقري، أو شعراء بكر مثل نهار بن توسعة، أو شعراء مضر مثل الكميت بن يزيد، وكأنما كانوا يعرفون ما يعتمل بنفسه، ويؤذيها من ضعة باهلة وخمولها بالقياس إلى القبائل الكبيرة النابهة التي تحدرت من قيس[6]، فحاولوا حل عقدته النفسية، وتعويض ما يحسه من النقص، فعظموا باهلة، وأكدوا انتسابها إلى قيس، وجعلوها من خير قبائلها، ووصفوه بأنه خير رجالها، أو "باهلي قد ألبس التاج" و"قيس صريح" و"قريع قيس"، كما قالوا.
1 الطبري 8: 1281.
2 تردي: تزيد.
3 فيل: عاصمة خوارزم. والوابل: المطر الغزير. والشؤبوب: الدفعة من المطر.
4 ينفله: يجعله للجنود. والوخش: الرذل الصغير. والنكد: الذي يجلب الشؤم على أهله.
5 الحشد: الذين لا يدعون عند أنفسهم شيئا من الجهد والنصرة والمال. [6] جمهرة أنساب العرب ص: 244.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 147