responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان    جلد : 1  صفحه : 148
وهو على التحقيق كان من أكبر السادة الذين أنجبتهم باهلة، لا لأنه كان رجلا طموحا فحسب بل لأنه قرن طموحه أيضا بالسعي الموصول لبلوغ أقصى غايات المجد، فقام لذلك بدور بارز في خراسان، ولم يقم به عامل من العمال الذين سبقوه أو خلفوه عليها، إذ وطد السيادة العربية بها، كما ثبتها بما وراء النهر. ومن أجل ذلك وصفه ابن حزم بأنه "صاحب خراسان" ذو الآثار المشهورة"[1].
ويظهر بجلاء من المقطوعات والقصائد التي أنشدناها أن شعراء المضرية بخراسان والعراق ابتهجوا بغزوات قتيبة الداخلية، وفتوحاته الخارجية، ومجدوها، لأنهم اعتدوها نصرا لهم، وتعزيزا لمكانة قبائلهم. أما بعض شعراء الأزد وبكر فلم يستطيعوا التغاضي عنها، ولا نكران أهميتها، ولذلك رأينا كعبا الأشقري، ونهار بن توسعة البكري يشاركان في الإشادة بها، ولكنهما لم يتشبثا بتعظيمهما لها، وإنما تنصلا منه، فقد تنازل كعب كما قلنا عن موقفه من قتيبة، واعتذر منه، لأنه كان موقفا انفعاليا عاطفيا، وبالمثل تحلل نهار من مديحه له، ولم يتمسك به، لأنه كان مديحا مؤقتا اضطراريا[2]. أما ثابت قطنة الأزدي فلم يصطنع أسلوب التقية، ولم يخف عداوته لقتيبة، ولذلك فإنه لم يرفع صوته بالثناء على أعماله ومنجزاته التي لا تجحد، وإنما ظل ساكتا عن الكلام، ووقف موقف المتفرج المشدوه المغيظ. حتى إذا علم أنه غدر بنيزك طخارستان وقتله، احتسب اغتياله له خطأ في الحرب، وراح يلومه ويقرعه، لكي ينفس عن حقده الدفين عليه.
وفي سنة ثمان وتسعين هاجم يزيد بن المهلب جرجان، ومهد لاحتلالها بمحاصرة دهستان، إحدى نواحيها محاصرة شديدة، ثم نازل أهلها حينا، فلم يفلح في احتلالها، فأحكم الطوق عليها، وبث الجنود في كل جانب منها، وقطع المواد عن أهلها، فلما جهدوا ونهكوا بعث صول دهقانها إليه يسأله المصالحة على أن يؤمنه على نفسه وأهل بيته وماله، ويدفع إليه المدينة وما فيها. فصالحه ووفى له بما اشترطه

[1] المصدر نفسه ص: 246.
[2] الشعر والشعراء 1: 537، وأمالي القالي 2: 195.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست