responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان    جلد : 1  صفحه : 149
عليه، ودخل المدينة، فأخذ ما كان فيها من الأموال والكنوز والسبي شيئا لا يحصى، وقتل أربعة عشر ألف تركي صبرا[1]. وفي خلال مقاتلة جيشه لأهلها اشترك بنفسه في إحدى المعارك، وأبى أن يعتزل القتال، فباغته الترك، وكادوا يقضون عليه، فدافع عنه فرسان الأزد دفاعا مستميتا، وفيهم الحجاج بن جارية الختعمي، الذي ناضل من ورائه، وحمى ظهره حتى سلم، وانتهى إلى ماء، وكان عطش هو وجنوده فشربوا، وانصرف عنهم العدو، فقال سفيان بن صفوان الخثعمي يمن بذب الحجاج عنه حتى حماه وأنجاه من الهلاك، ومكنه من ورود عين الماء2:
لولا ابن جارية الأغر جبنه ... لسقيت كأسا مرة المتجرع
وحماك في فرسانه وخيوله ... حتى وردت الماء غير متعتع3
وفي سنة اثنتين ومائة استضعف الترك سعيد بن عبد العزيز، والي خراسان الملقب بخذينة، أي الدهقانة ربة البيت، لأنه كان رجلا لينا سهلا متنغما[4]، فطمعوا فيه، وأغاروا على قصر الباهلي، وكان تابعا لوالي سمرقند، فاحتجزوا به مائة أهل بيت من العرب بذراريهم. فخافوا أن يبطئ عنهم المدد، فصالحوا الترك على أربعين ألفا، وأعطوهم سبعة عشر رجلا رهينة. فندب عثمان بن عبد الله الشخير، أربعين ألفا، وأعطوهم سبعة عشر رجلا رهينة. فندب عثمان بن عبد الله الشخير، والي سمرقند الناس للجهاد، وانتخب المسيب بن بشر الرياحي التميمي، وبعث معه أربعة آلاف من جميع القبائل، فسار معه منهم سبعمائة فارس، بعد أن عسكروا قبل مسيرهم، وعرضهم مرات، وبصرهم بهدفهم، وعرفهم بقوة عدوهم، إذ قال لهم: "إنكم تقدمون على حلبة الترك، حلبة خاقان وغيرهم، والعوض إن صبرتم الجنة، والعقاب النار إن فررتم، فمن أراد الغزو والصبر فليتقدم". فمضى بمن بقي معه منهم إلى القصر، فالتحموا مع الترك في موقعة ضارية استشهد فيها عدد من فرسانه المعدودين ولم يزالوا بالترك حتى هزموهم، ودخلوا القصر، وحملوا من فيه من

[1] الطبري 9: 132.
2 الطبري 9: 1320.
3 غير متعتع: أي دون أن يلحقه أذى يقلقه ويزعجه.
[4] الطبري 9: 1417.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست