نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 177
الهلاك، فانصرف إلى مرو الشاهجان، فقال عبد الرحمن بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة يهجوه بهذه المقطوعة هجاء وخزه به وخزا لأنه استهان به فيه، وحقره، حتى إنه لم يجد فائدة في مراجعته أو لومه1:
ألا بلغ أمية أن سيجزى ... ثواب الشر إن له ثوابا
ومن ينظر عتابك أو يرده ... فلست بناظر منك العتابا
محا المعروف منك خلال سوء ... منحت صنيعها بابا فبابا
ومن سماك إذ قسم الأسامي ... أمية إذ ولدت فقد أصابا
ونوع ثان من الهجاء كانت بواعثه وأهدافه شخصية، كأن يتعقب الوالي المنحرف من الشعراء ويحده، أو أن يقطع لأحدهم عهدا على نفسه ثم ينقضه ويغدر به، فحينئذ كان الشاعر ينقض على الوالي انقضاضا يقطعه به تقطيعا، إذ كان يسلبه كل فضيلة يتغنى بها العربي، وينسب إليه كل رذيلة ينفر منها السيد الأبي، انتقاما لنفسه منه. ومثال ذلك أن أبا السفاح عمرو بن قرثع التغلبي[2]، راود امرأة لأمية بن عبد الله عن نفسها، فجلده أمية، فهجاه أبو السفاح هجاء وصمه فيه بالعبودية والخسة والشح إذ يقول له3:
قريش كرام يا أمية سادة ... وأنت بخيل يا أمي مسود
تجود لمن تخشى شذاة لسانه ... وغيرك يعطي راغبا ويجود4
إذا راغب يوما أتاك منعته ... وإن خفته بالجود منك عتيد5
وأنت إذا حرب تسامت فحولها ... حيود هيوب للقاء ندود
فغضب أمية عليه وطارده، فاستخفى أبو السفاح منه، ولم يزل متواريا عنه، حتى عزل وقدم المهلب بن أبي صفرة، فأمنه، فظهر، فقتله مولى لأمية، ولم يطلب
1 الطبري 8: 1031. [2] انظر نسبه في الاشتقاق ص: 335، وجمهرة أنساب العرب ص: 303.
3 معجم الشعراء ص: 50.
4 الشذاة: الحد.
5 عتيد: معد حاضر.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 177