نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 178
المهلب بدمه فكان ذلك مدعاة لهجاء عمرو بن عمرو بن قرثع المهلب وابنه يزيد، وكان هجاء خبيث اللسان، فشنع على المهالبة تشنيعا مقذعا، ومنه قوله في المهلب1:
فهلا منعت من قد أجرته ... ولم يمس لحما بينهم يتمزع
أأعطيته الميثاق ثم خذلته ... وكنت لئيما من خيالك تفزع
فلا تذكرن فجرا فلست بأهله ... وجارك ثاو عرضه يتضعضع
فلو كنت حرا يا مهلب لم تكن ... ذليلا وفي كفيك عضب موقع2
ولكن أبى قلب أطيرت بناته ... عليك فما تخزى ولا تتقنع
تجللت عارا يا مهلب فالتمس ... لنفسك عذرا والعذور مجدع
غدرت أبا السفاح عمرو بن قرثع ... واسلمته لما بدا الموت يلمع
ولو مت دون التغلبي حفيظة ... لقلنا كريم جاره ما يروع
أرأيت إليه كيف جرد المهلب من كل صفة حميدة يعتد بها العربي الكريم؟ أرأيت إليه كيف عراه من الإباء والوفاء، وجعله عاهرا لا يتستر ولا يتحفز؟ أرأيت إليه كيف أظهر لؤمه، لتهاونه في منع جاره من الموت، وتخاذله عن المطالبة بدمه بعد أن قتل؟ وإنه مهما يعتذر عن جرمه، ومهما يحتل لتسويفه فلن يمحو ما لحقه من الخزي والعار. وحتى لو اعتذر عنه فإنه يظل صغيرا، فثمة فرق كبير بين المدافع عن حرمة جاره، الهالك من دونه، وبين المقصر عن حمايته، المعلل لتقصيره فالأول معظم مذكور، والثاني مذموم محقور.
وعلى هذا النحو مضى ابن قرثع يتصرف في هجائه للمهلب وولده، ويشقق في
1 معجم الشعراء ص: 50.
2 العضب الموقع: السيف المحدد المسنون.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 178