نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 182
ثابت، ثم إنه مدح يزيد مرة أخرى، وسأله، فلبى له ما طلبه[1]، فحسده ثابت، وهجاه بقوله2:
أحاجب لولا أن أصلك زيف ... وأنكم مطبوع على اللؤم والكفر
وإني لو اكثرت فيك مقصر ... رميتك رميا لا يبيد يد الدهر
فقل لي ولا تكذب فإني عالم ... بمثلك هل في مازن لك من ظهر
فإنك منهم غير شك ولم يكن ... أبوك من الغر الجحاجحة الزهر3
أبوك ديافي وأمك حرة ... ولكنها لا شك وافية البظر4
فلست بهاج وابن ذبيان إنني ... سأكرم نفسي عن سباب ذوي الهجر5
فهو يقذفه بسقوط النسب، وخبث الطبع، وفساد الدين، ويعبث به عبثا ظاهرا في سائر هجائه له، فهو يوثق نسبه في مازن، ولكنه ينفي أن يكون أبوه من سادتها النابهين المقدمين، أو أن يكون له فيها سند قوي، ويستمر في العبث به، زاعما أن أباه نبطي، وأن أمه عربية، غير أنه ينكر عليها أن تكون مسلمة، لأنها لم تختتن.
فهاج حاجب، ولم يقنع بهجاء ثابت والأزد وحدهم، بل عمم بهجائه أهل اليمن جميعهم، راميا لهم بالضعف والخمول، ومفضلا عليهم الزنج نسبا ومكانة، وواصفا إياهم بالصغار، وأنهم يهتضمون القهر، ويستنيمون للهوان، ولا يطيرون لنجدة جيرانهم، بل يتركونهم للغزاة، وأفحش في هجائه لهم، إذا اختتمه باتهام نسائهم بأنهن رغيات يأتيهن كل من أرادهن، يقول6: [1] المصدر نفسه ص: 267.
2 المصدر نفسه ص: 267.
3 الجحاجحة: جمع جحجح: وهو السيد.
4 دياف: من قرى الشام أو الجزيرة، وأهلها نبط، وإذا عرضوا برجل أنه نبطي نسبوه إليها.
5 الهجر: القبيح من الكلام.
6 الأغاني "طبعة دار الكتب" 14: 268.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 182