نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 220
المهلب واثقا به، محبا له، فكان يوليه بعض أعمال الثغور، فيحمد فيها مكانه لكفايته وشجاعته[1]، فارتفعت منزلته لعهده. وقد اصطدم في هذه الفترة من حياته بشاعر تميمي هو حاجب بن ذبيان المازني، لأن حاجبا مدح ابن المهلب، فأسنى له العطاء والهدية، فحسده ثابت فتهاجيا طويلا[2].
وعندما أقصى الحجاج المهالبة عن خراسان، واستعمل عليها قتيبة بن مسلم الباهلي، جرب ثابت الاتصال به، فمدحه، وسأله حاجته، فلم يقضها له[3]. فابتعد عنه، وحقد عليه، لا لأنه خذله وأهمله فحسب، بل أيضا لأنه كان يبغضه بغضا شديدا لملاحقته المهالبة، واعتقاله لهم، وتجريد الأزد من المناصب، وتضييقه عليهم. فانحطت مكانته في عهده انحطاطا عمليا وفنيا، إذ لم يكن له دور في غزواته بما وراء النهر، كما أنه صمت عن النظم، ولم يرو له شيء من الشعر سوى أبيات معدودة هجا في بعضها قتيبة[4]، وشمت في بعضها بمقتله[5].
وليس من شك في أن نجمه سطع في ولاية ابن المهلب الثانية على خراسان، وإن سكتت المصادر عن أخباره فيها. ولما استبد ابن المهلب بالبصرة، سنة إحدى ومائة، وأعلن بها العصيان المسلح على الأمويين، حرضه ثابت على الاستمرار في عصيانه[6]. ويذهب بعض القدماء إلى أنه رجع من خراسان إلى البصرة، وساهم مع ابن المهلب في مناهضته للجيش الأموي الذي قاده مسلمة بن عبد الملك، وقمع به المهالبة ومن التف حولهم[7]. وأكبر الظن أنه لم يرجع إليها، وإنما بقي بخراسان، ويدل على ذلك شاهدان: الأول أنه كان بخراسان سنة اثنتين ومائة، وأنه اشترك في [1] الشعر والشعراء 2: 630، والأغاني 14: 263، وأمالي المرتضي 2: 105، وخزانة الأدب 4: 185. [2] الشعر والشعراء: 2: 631، والأغاني 14: 365، وأمالي المرتضى 2: 105. والطبري 9: 1480، 1486، وابن الأثير 5: 132، 150، وابن خلكان 5: 351. [3] الأغاني 14: 281. [4] الطبري 8: 1225، والأغاني 14: 274. [5] نقائض جرير والفرزدق 1: 364. [6] الطبري 9: 1391، والحماسة البصرية 1: 90. [7] الأغاني 14: 279.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 220