نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 227
وإنا لعطافون بالحلم بعدما ... نرى الجهل من فرط اللئيم تكرما
وإنا لحلالون بالثغر لا نرى ... به ساكنا إلا الخميس العرمرما1
نرى أن للجيران حاجا وحرمة ... إذا الناس لم يرعوا لذي الجار محرما
وإنا لنقري الضيف من قمع الذرى ... إذا كان رفد الرافدين تجشما2
أبونا أبو الأنصار عمرو بن مالك ... وهم ولدوا عوفا وكعبا وأسلما
وقد كان في غسان مجد يعده ... وعادية كانت من المجد معظما3
وفي مرثية ثالثة يؤنب القبائل التي دخلت في طاعته، واجتمعت إليه عندما أظهر الخلاف ليزيد بن عبد الملك،، وخلعه ودعا لنفسه، لأنها انسلت من حوله حين تفاقم الخطر المحدق به، ويأسى فيها لأن البقية الباقية من الأزد كانت بخراسان، إذ لو كانت قريبة منه لسارعت إليه، وشدت من أزره، يقول4:
كل القبائل بايعوك على الذي ... تدعو إليه وتابعوك وساروا
ولقد بسطت لهم يمينك بالندى ... مثل الفرات تمده الأنهار
حتى إذا شرق القنا وجعلتهم ... نصب الأسنة اسلموك وطاروا5
شهدتك من يمن عصائب ضيعت ... ونأى الذين بهم يصاب الثار
إن يقتلوك فإن قتلك لم يكن ... عليك وبعض قتل عار
وبعد أن أجلت الحرب عن قتل يزيد بن المهلب، التفت البقية الناجية من المهالبة حول أخيه المفضل، وخرجوا إلى كرمان، وكان بها منهم شراذم، فانضموا إليه، فبعث مسلمة بن عبد الملك مدرك بن ضب الكلبي في أثر الفل وفي طلب
1 العرمرم: الكثير.
2 القمع: جمع قمعة، وهي أعلى السنام. والتجشم: التكلف.
3 العادية: الخيل تعدو.
4 الشعر والشعراء 2: 631، والأغاني 14: 279، وحماسة ابن الشجري ص: 90، والحماسة البصرية 1: 276، وابن خلكان 5: 350، وخزانة الأدب 4: 184.
5 شرق القنا: احمرت الرماح بالدم.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 227