نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 228
المهالبة، فأدركهم بفارس، والتحم معهم في معركة انتهت بهلاك المفضل. فرثاه ثابت بقصيدة عزى فيها أخته هند، وصور ما سببه له موته من بلاء دائم وهم مقيم، وأعرب عن أمله لأنه لم يشترك في الذب عنه، وهدد بأخذ الثأر له من قاتليه، وافتخر بنفسه وأخلاقه. يقول1:
يا هند كيف بنصب بات يبكيني ... وعائر في سواد العين يؤذيني2
كأن ليلي والأصداء هاجدة ... ليل السليم وأعيا من يداويني3
لما حنى الدهر من قوسي وعذرني ... شيبي وقاسيت أمر الغلظ واللين4
إذا ذكرت أبا غسان أرقني ... هم إذا عرس السارون يشجيني5
كان المفضل عزا في ذوي يمن ... وعصمة وثمالا للمساكين6
غيثا لدى أزمة غبراء شاتية ... من السنين ومأوى كل مسكين7
ما زلت بعدك في هم تجيش به ... نفسي وفي نصب قد كان يبليني8
إني تذكرت قتلى لو شهدتهم ... في حومة الحرب لم يصلوا بها دوني9
لا خير في العيش إن لم أجن بعدهم ... حربا تبيء بهم قتلى فتشفيني10
لا خير في طمع يدني إلى طبع ... وغفة من قوام العيش تكفيني11
1 أمالي الزجاجي ص: 130، وأمالي المرتضي 1: 407، والأغاني 14: 275.
2 النصب: الداء والبلاء والشر. والعائر: الرمد والقذى.
3 الأصداء: الأصوات: والسليم: الملدوغ. وأعيا: أعجز.
4 عذرني: شيبني من جانبي وجهي، أو هدني وهدمني.
5 عرس السارون: نزلوا في آخر الليل للاستراحة.
6 الثمال: الغياث الذي يقوم بأمر الناس فيطعمهم ويسقيهم.
7 الأزمة: القحط. وشتا القوم: أجدبوا في الشتاء خاصة، والعرب تسمي القحط شتاء لأن المجاعات أكثر ما تصيبهم في الشتاء البارد.
8 جاشت النفس: ارتفعت من حزن أو فزع.
9 صلى النار، وصلى بها: قاسى حرها.
10 تبيء بهم: تسفر عن قتل قاتليهم.
11 الطبع: الدنس. والغفة: البلغة من العيش.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 228