نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 231
ومدح قتيبة بن مسلم فلم يجزه، فانبرى يشهر به، بل يعبر عن عدائه الدفين له، ولكن في حذر واحتياط، إذ اتخذ من مديح يزيد بن المهلب وسيلة إلى تجريحه، يقول1:
أبا خالد لم يبق بعدك سوقة ... ولا ملك ممن يعين على الرفد2
ولا فاعل يرجو المقلون فضله ... ولا قائل ينكا العدو على حقد3
لو أن المنايا سامحت ذا حفيظة ... لأكرمنه أو عجن عنه على عمد
وانهزم قتيبة وقومه عن الترك في إحدى المعارك، وثبت بنو تميم في الميدان، فوجد ثابت الفرصة سانحة لذم الباهليين، فعرض بهم، ومدح التميميين، وفضل الأزد عليهم أجمعين. يقول4:
توافت تميم في الطعان وعردت ... بهيلة لما عاينت معشرا غلبا5
كماة كفاة يرهب الناس حدهم ... إذا ما مشوا في الحرب تحسبهم نكبا6
تسامون كعبا في العلا وكلابها ... وهيهات أن تلقوا كلابا كعبا
فأفشى عليه روايته الأبيات، وكان استكتمه إياها. فقال يصف فزعه من انتشارها، وخشيته من معاقبة قتيبة له عليها، ويعلن أنه كثيرا ما نوى أن يهجر راويته، ولكنه لم ينفذ قراره، لأنه من ربيعة حلفاء قومه7:
يا ليت لي بأخي نضر أخا ثقة ... لا أرهب الشر منه غاب أو شهدا
أصبحت منك على أسباب مهلكة ... وزلة خائفا منك الردى أبدا
1 الأغاني 14: 281.
2 الرفد: العطاء.
3 ينكا: يقهر ويذل.
4 الأغاني 14: 274.
5 عردت: هربت. وغلب: جمع أغلب، وهو الغليظ الرقبة. وهم يصفون أبدا السادة بغلظ الرقبة وطولها.
6 النكب: جمع نكباء وهي كل ريح انحرفت ووقعت بين ريحين، وهي تهلك المال، وتحبس القطر.
7 الأغاني 4: 274.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 231