نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 235
كذبت فزيفت عقد النكاح ... لمتك بالنسب الكاذب1
فلا تخطبن بعدها حرة ... فتثني بوسم على الشارب2
وأنشدنا له مقطوعة من قبل هجا بها حاجب بن ذبيان المازني، لأن يزيد بن المهلب فضله عليه، وأجزل له العطاء لمدحة مدحه بها. وقد كرر فيها تلك المعاني التي كررها في أهاجيه القبلية والسياسية والشخصية، فقد رماه بأنه خسيس دني مغمور في نسبه، وأنه ضعيف لا سند له في قومه[3].
ومن تتمة الحديث عن شعوره بعظمة شخصيته، أنه يصف نفسه في شعره بالجلال والوقار، وأنه لا يلغو ولا يطيل الكلام، بل يوجز في القول، ويجتزئ بأقله، يقول:4
لا أكثر القول فيما يهضبون به ... من الكلام قليل منه يكفيني5
وأداه اعتداده بشخصيته إلى أن يأخذ نفسه بالمثالية، ويطالب صاحبه بأن يكون على شاكلته. فهو يحرص على الصديق، ويدافع عنه، ويفي له، في كل الأحوال، أما الصديق الذي كان يتقرب إليه في اليسر، ويزور عنه في العسر، ويبدي له المودة إذا لقيه، ويمزق عرضه إذا فارقه، فكان ينفر منه، ويقطع صلته به، يقول6:
أنبئت بشرا وللأنباء محصلة ... وعامرا قد أراد النقض لو نقضا7
وكان بشر بن قيس لي أخا ثقة ... وكنت أجعل نفسي دونه غرضا8
1 المت: التواصل بقرابة.
2 الوسم: أثر الكي. [3] الأغاني 14: 268.
4 حماسة البحتري ص: 230.
5 هضب فلان في الحديث: اندفع فيه فأكثر، أو خاض فيه وارتفع صوته.
6 حماسة البحتري ص: 80.
7 المحصلة: النتيجة والبقية.
8 الغرض: الهدف.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 235