نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 248
على بصائر كل غير تاركها ... كلا الفريقين تتلى فيهم السور
يمشون في البيض والأبدان إذ وردوا ... مشي الزوامل تهدي صفهم زمر1
وشيخنا حوله منا ململمة ... حي من الأزد فيما نابهم صبر2
من موطن يقطع الأبطال منظره ... تشاط فيه نفوس حين تبتكر
ما زال منا رجال ثم تضربهم ... بالمشرفي ونار الحرب تستعر
وباد كل سلاح يستعان به ... في حومة الموت إلا الصارم الذكر
ندوسهم بعناجيج مجففة ... وبيننا ثم من صم القنا كسر3
يغشين قتلى وعقري ما بها رمق ... كأنما فوقها الجادي يعتصر4
قتلى بقتلى قصاص يستقاد بها ... تشفي صدور رجال طال ما وتروا
مجاورين بها خيلا معقرة ... للطير فيها وفي أجسادهم جزر5
في معرك تحسب القتلى بساحته ... أعجاز نخلٍ زفته الريح ينعقر6
وفي مواطن قبل اليوم قد سلفت ... قد كان للأزد فيها الحمد والظفر
وفي كل يوم تلاقي الأزد مفظعة ... يشيب في ساعة من هولها الشعر
والأزد قومي خيار الناس قد علموا ... إذا قرومهم يوم الوغى خطروا7
فيهم معاقل من عز يلاذ بها ... يوما إذا شمرت حرب لها درر8
حي بأسيافهم يبغون مجدهم ... إن المكارم في المكروه تبتدر9
1 الأبدان: الدروع. والزوامل: جمع زاملة، وهو البعير يحمل المتاع والطعام.
2 الململة: الكتيبة المجتمعة.
3 العناجيج: جمع عنجوج، وهو من الخيل الجواد الطويل العنق. والمجففة من الخيل: التي عليها التجفاف وهو ما يجلل به الفرس من السلاح وآلة تقيه الجراح.
4 الجادي: الزعفران.
5 المعقرة: المجرحة المصروعة. والجزر: اللحم الذي تأكله السباع والطير.
6 زفته: رفعته. وتنعقر: تنقلع من أصلها.
7 القروم: جمع قرم، وهو السيد المعظم. وخطروا: خرجوا للحرب نشيطين معجبين بأنفسهم.
8 الدر: جمع درة، وهي في الأمطار أن يتبع بعضها بعضا.
9 تبتدر: تسرع.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 248