responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان    جلد : 1  صفحه : 249
لولا المهلب للجيش الذي وردوا ... أنهار كرمان بعد الله ما صدروا
إنا اعتصمنا بحبل الله إذ جحدوا ... بالمحكمات ولم نكفر كما كفروا
جاروا عن القصد والإسلام واتبعوا ... دينا يخالف ما جاءت به النذر
فعقدة العز اليمني الجاهلي التالد، والمجد الأزدي الإسلامي الصاعد، لا تزال تؤرقه فتدفعه دفعا بعد وصفه الحي الرائع لمعارك المهلب مع الأزارقة إلى اختتام قصيدته بالزهو والعجب بحسب الأزد، وأفعالهم الكريمة، وجانبهم المنيع، وسعيهم المتصل إلى المعالي، تنفيسا عما يتعمقه من الشعور بحقهم الضائع في تزعم العرب، مع ما يبذلونه من التضحيات، وما يسجلونه من الانتصارات، التي تحفظ للأمويين عروشهم في الأزمات. وهو لذلك لا يكتفي بالتغني بهموم قومه السياسية، بل يفاخر بالأزد كافة القبائل العربية ويطاولها، ويصدر في النهاية حكمه بتفضيلهم عليها، جاعلا المهلب عنوانا لعزهم الحديث المؤكد، ورمزا لمجدهم الخالد المتجدد.
وله يمدح المهلب مصورا ما حققه لأهل البصرة والكوفة من أمن واطمئنان، وما أغدقه عليهم من العطاء، دون تمييز بين قبائلهم، يقول1:
شفيت صدورا بالعراقين بعدما ... تجاوب فيها النائحات الصوادح
مددت الندى والجود للناس كلهم ... فهم شرع فيه صديق وكاشح2
ويقول في مديح يزيد بن المهلب، وقد احتل قلعة باذغيس3:
ثنائي على حي العتيك بأنها ... كرام مقاريها، كرام نصابها4
إذا عقدوا للجار حل بنجوة ... عزيز مراقيها منيع هضابها5

1 معجم الشعراء ص: 236.
2 شرع فيه: داخلون فيه، شاربون منه.
3 الطبري 8: 1130، وابن الأثير 4: 499.
4 المقاري: القدور والجفان التي يقرى فيها الأضياف. والنصاب: الأصل.
5 النجوة: المكان المرتفع لا يعلوه السيل.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان    جلد : 1  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست