نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 250
نفى نيزكا عن باذغيس ونيزك ... بمنزلة أعيا الملوك اغتصابها
محلقة دون السماء كأنها ... غمامة صيف زل عنها سحابها
ولا يبلغ الأروى شماريخها العلى ... ولا الطير إلا نسرها وعقابها1
وما خوفت بالذئب ولدان أهلها ... ولا نبحث إلا النجوم كلابها
تمنيت أن ألقى العتيك ذوي النهى ... مسلطة تحمى بملك ركابها
كما يتمنى صاحب الحرث عطشت ... مزارعه غيثا غزيرا ربابها2
فأسقي بعد اليأس حتى تحيرت ... جداولها ريا وعب عبابها3
لقد جمع الله النوى وتشعبت ... شعوب من الأفاق شتى مآبها
ويقول المرزباني: "إنه استفرغ شعره في مدح المهلب وولده"[4]. ولعله وثابت قطنة، اقتصرا عن عمد ووعي على مديح المهالبة، ليضخما شخصياتهم، ويغلباها على شخصية أي مسؤول في الدولة الأموية، مهما يكن مركزه، وأيا كان منصبه. وإلا فما معنى صمتهما عن نظم بيت واحد يذكران فيه الخلفاء الأمويين؟ وما معنى عزوفهم عن التنويه بأعمال الولاة القيسيين بخراسان، إلا ما كان من مديح كعب لقتيبة بن مسلم بمقطوعتين، ينازعه في مقطوعة منهما شاعر آخر؟
وعلى نحو ما ناضل ثابت قطنة في قسم كبير من أهاجيه عن الأزد والمهالبة، ناضل كعب أيضا في كثير من أهاجيه عنهم. فقد كان لا يهتضم المساس بهم، ولا التشكك في مقدرتهم الحربية، ولا النقد والتوجيه لهم حتى من المشرفين عليهم. ففي أثناء محاربة المهلب للأزارقة، كتب إليه الحجاج يأمره بمناجزتهم، ويستبطئه، ويضعفه ويعجزه في تأخيره أمرهم ومطاولتهم. فرد عليه المهلب بأنه المسؤول عن كل ما يفعل، وأنه يدبر أمر الحرب كما يرى، فإن أمكنته الفرصة انتهزها، وإن لم تمكنه
1 الأروى: اسم جمع للذكر والأنثى من الوعول. والشماريخ: رؤوس الجبال.
2 الرباب: السحاب المتعلق الذي تراه دون السحاب.
3 تحيرت: امتلأت. وعب: كثر وارتفع. والعباب: معظم الماء وكثرته. [4] معجم الشعراء ص: 236.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 250