نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 252
إذا ثار الفساء بهم تغنوا ... ألم تربع على الدمن المثول
تظل لها ضبابات علينا ... موانع من مبيت أو مقيل
أرأيت إلى تهكمه بالعبديين حلفاء قومه؟ إنه يؤثر أن يقيم بين الجيف المتعفنة، على أن يقيم بين مزارع نخيلهم، توقيا من فسائهم الكثيف، وروائحه الكريهة التي تطرد الطارق لهم، والوافد عليهم طردا، فلا يأمل في الاستراحة وقت الهاجرة عندهم، ولا يرجو قضاء ليلة بينهم!
بل إنه شكا تقاعس بعض العشائر اليمنية، وتذمر من أنها أصبحت عبئا يثقل كاهل الأزد، وحث يزيد بن المهلب على الاستغناء عنها، وعلى اسقاط عبد القيس معها، وفي ذلك يقول1:
لا ترجون هنائيا لصالحة ... واجعلهم وهدادا أسوة الحمر2
حيان ما لهما في الأزد مأثرة ... غير النواكة والإفراط في الهذر3
واجعل لكيزا وراء الناس كلهم ... أهل الفساء وأهل النتن والقذر
قوم علينا ضباب من فسائهم ... حتى ترانا له ميدا من السكر4
أبلغ يزيدا بأنا ليس ينفعنا ... عيش رغيد ولا شيء من العطر
حتى تحل لكيزا فوق مدرجة ... من الرياح على الأحياء من مضر5
ليأخذوا لنزار خط سبتها ... كما أخذنا بخط الحلف والصهر
ويقول في بكر موبخا لرجالها الذين يقبلون سيادة أغنيائهم عليهم، لا أهل
1 الأغاني 14: 290.
2 هناء: حي من طيء: وهداد: حي من اليمن.
3 النواكة: الحمق. والهذر: سقط الكلام.
4 الميد: جمع مائد، وهو المترنح من السكر.
5 لكيز: حي من عبد القيس، والمدرجة: الطريق.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 252