نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 254
إذا الأزدي وضح عارضاه ... وكانت أمه من حي جرم1
فثم حماقة لا شك فيها ... مقابلة فمن خال وعم2
ويقول مخاطبا عمر بن عبد العزيز ومنددا بموظفي الخراج والجزية بخراسان في خلافته، تنديدا قصد منه دون ريب إلى مهاجمته مباشرة، لأنه اتهم يزيد بن المهلب بسرقة المبالغ الطائلة من بيت المال بخراسان، وأعفاه من ولاتها، وسجنه3:
إن كنت تحفظ ما يليك فإنما ... عمال أرضك بالبلاد ذئاب
لن يستجيبوا للذي تدعو له ... حتى تجلد بالسيوف رقاب
بأكف منصلتين أهل بصائر ... في وقعهن مزاجر وعقاب
والهجاء في المقطوعات السالفة هجاء قبلي سياسي، إذ الهدف منه الذب عن الأزد، ونقض تخرصات خصومهم التي عابوا بها زعماءهم. والهدف منه أيضا المحافظة على مصالح الأزد والدعوة إلى احتجاز كل فائدة وسلطة لهم، والمناداة بإعادة النظر في سياستهم لحلفائهم، والبحث عن أسلوب جديد في معاملتهم، يلائم موقف كل حليف منهم ويعادله ويكافئه.
وليس في شعره من الهجاء الذاتي إلا بيتان، قالهما يذم ابن أخيه الذي كان بينه وبينه عداوة وتباعد، والذي قتله فيما بعد بالتواطؤ مع المهالبة. وهو يعيره فيهما بأنه ابن أمة سوداء، وأنه ورث الخبث من أخواله4:
إن السواد الذي سربلت تعرفه ... ميراث جدك عن آبائه النوب5
أشبهت خالك خال اللؤم مؤتسيا ... بهدية سالكا في شر أسلوب
1 وضح عارضاه: شاب جانبا وجهه.
2 مقابلة: أي من كلا طرفيها، من الأب والأم.
3 البيان والتبيين 3: 213.
4 الأغاني 14: 298.
5 النوب: جمع نوبي، وهم سكان بلاد النوبة جنوبي مصر.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 254