نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 272
فحباه طلحة عطية سنية، وهدية نفيسة، فمدحه بمقطوعة أشاد فيها بشرف قومه، واتصال معروفهم، وأنفتهم وحميتهم، وتفوقهم على غيرهم، يقول1:
أرى الناس قد ملوا الفعال ولا أرى ... بني خلف إلا رواء الموارد
إذا نفعوا عادوا لمن ينفعونه ... وكائن ترى من نافع غير عائد
إذا ما انجلت عنهم غمامة غمرة ... من الموت أجلت عن كرام مذاود2
تسود عطاريف الملوك ملوكهم ... وماجدهم يعلو على كل ماجد
وفرق كبير بين المقطوعتين السالفتين اللتين لهج بهما المغيرة في أول عهده بالشعر، فبدا فيهما التكلف والضعف وبين مديحه للمهلب الذي يتصف بالقوة والنصاعة، وتتجلى فيه موبهته الفنية، وخياله الرائع. واستمع إليه يمدحه، وقد هزم قطري بن الفجاءه بسابور، وجلس للناس، فدخل إليه وجوههم يهنئونه، وقامت الخطباء فأثنت عليه، ومدحته الشعراء، ثم قام المغيرة في أخرياتهم يقول معارضا قصيدة كعب الأشقري الرائية التي أنشدها الحجاج بن يوسف معارضة تظهر تأثره به، وأخذه عنه، ولكنها تظهر كذلك تحويره في كثير مما استوحى منه، وصياغته له صياغة جديدة متميزة، وإضافته إليه إضافات بديعة في المعنى، يقول3:
حال الشجا دون طعم العيش والسهر ... واعتاد عينك من إدمانها الدرر
واستحقبتك أمور كنت تكرهها ... لو كان ينفع منها النأي والحذر4
وفي الموارد للأقوام تهلكة ... إذا الموارد لم يعلم لها صدر5
ليس العزيز بمن تغشى محارمه ... ولا الكريم بمن يجفى ويحتقر
حتى انتهى إلى قوله:
1 الأغاني 13: 85.
2 الغمرة: الشدة. والمذاود: جمع مذود، وهو الكثير الذود والدفع عن العشيرة.
3 الأغاني 13: 86.
4 استحقب: ادخر.
5 موارد الأمور: مداخلها. والصدر: المخرج.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 272