نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 273
أمسى العباد بشر لا غياث لهم ... إلا المهلب بعد الله والمطر
كلاهما طيب ترجى نوافله ... مبارك سيبه يرجى وينتظر
لا يجمدان عليهم عند جهدهم ... كلاهما نافع فيهم إذا افتقروا
هذا يذود ويحمي عن ذمارهم ... وذا يعيش به الأنعام والشجر
واستسلم الناس إذ حل العدو بهم ... فلا ربيعتهم ترجى ولا مضر
وأنت رأس لأهل الدين منتخب ... والرأس فيه يكون السمع والبصر
إن المهلب في الأيام فضله ... على منازل أقوام إذا ذكروا
حزم وجود وأيام له سلفت ... فيها يعد جسيم الأمر والخطر
ماض على الهول ما ينفك مرتحلا ... أسباب معضلة يعيا بها البشر1
سهل الخلائق يعفو عن قدرته ... منه الحياء ومن أخلاقه الخفر
شهاب حرب إذا حلت بساحته ... يخزى به الله أقواما إذا غدروا
تزيده الحرب والأهوال إن حضرت ... حزما وعزما ويجلو وجهه السفر
ما إن يزال على أرجاء مظلمة ... لولا يكفكفها عن مصرهم دمروا2
سهل إليهم حليم عن مجاهلهم ... كأنما بينهم عثمان أو عمر
كهف يلوذون من ذل الحياة به ... إذا تكنفهم من هولها ضرر3
أمن لخائفهم فيض لسائلهم ... ينتاب نائله البادون والحضر
فما أتى على آخرها حتى خلب لبه، فإذا هو يردد "هذا والله الشعر، لا ما نعلل به". وإذا هو يأمر له بعشرة آلاف درهم، ويزيده في عطائه خمسمائة درهم[4].
وواضح أنه تحدث في قصيدته عما نزل بالناس في البصرة من شقاء على أيدي
1 مرتحلا: راكبا.
2 يكفكفها: يردها: ودمروا: هلكوا.
3 تكنفهم: أحاط بهم. [4] الأغاني 13: 87.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 273