نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 291
ومنها قطعة من قصيدة وفد بها على عبد الملك بن مروان، ووصف له بها مجاعة عمت العرب، واشتدت على قومه، كما استغاث به، ورجاه أن يجري عليه بعض المال، ليقيم به رمق أهله وعياله. وفيها يقول1:
وما أنا يوم دير خناصرات ... بمرتد الهموم ولا مليم2
ولكني ألمت بحال قومي ... كما ألم الجريح من الكلوم
بكوا لعيالهم من جهد عام ... خريق الريح منجرد الغيوم
أصابت وائلا والحي قيسا ... وحلت بركها ببني تميم3
أقاموا في منازلهم وسيقت ... إليهم كل داهية عقيم
سواء من يقيم لهم بأرض ... ومن يلقي اللطاة من المقيم4
أعني من جداك على عيال ... وأموال تساوك كالهشيم5
أصدت لا يشيم لها حوارا ... عقيلة كل مرباع رؤوم6
ومنها بيتان نعى بهما أخاه معاوية، وصور فيهما ما أصابه من الهم والأرق لوفاته، يقول7:
تطاول بالبيضاء ليلي فلم أنم ... وقد نام قساها وصاح دجاجها8
معاوي كم من حاجة قد تركتها ... سلوبا وقد كانت قريبا نتاجها9
1 ياقوت 2: 657.
2 المليم: الذي أتى ذنبا يلام عليه.
3 البرك: الصدر: ومعظم الشيء.
4 ألقى بلطاته: أقام بموضعه. وألقى لطاته: طرح نفسه. والمعنى الثاني هو المقصود في البيت.
5 تساوك: تسير سيرا ضعيفا مضطربا لهزالها وإعيائها. والهشيم: النبت اليابس المتكسر.
6 شام: تطلع نحو الشيء يبصره منتظرا له. والحوار: الجواب. وعقيلته كل شيء: خيرته والمرباع: الناقة التي ولدها معها، أو التي تلد في أول الربيع.
7 ياقوت 1: 794.
8 البيضاء: ماء لبني عقيل ثم لبني معاوية بن عقيل، ومعهم فيها عامر بن عقيل. وقسا: جبل بالعالية في بلاد بني تميم.
9 الناقة السلوب: التي ألقت ولدها لغير تمام.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 291