نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 296
البغدادى يروي أنه وفد على هشام بن عبد الملك [1]. ويضيف السيوطي أنه شهد وفاته بالرصافة [2] ومعلوم أن هشاما توفي سنة
خمس وعشرين ومائة ومعنى ذلك أن زيادا قد عمر أطول من هذا التاريخ. على أننا إذا فحصنا ما بقى من شعره لم نطمئن إلى أن الأجل امتد به إلى بداية المائة الثانية[3]، إلا أن يكون شعره الذى نظمه في آخر حياته قد ضاع.
واستفرغ زياد شعره في المديح والهجاء، ولم يعدوهما إلى غيرها من الموضوعات إلا نادرا أما المديح فلم يكن يقدمه إلى الممدوح محبة له ولا إعجابا به، وإنما يقدمه إليه رغبة في عطائه ولذلك كان إذا زار موظفا في كورة من الكور، أو أميرا من مصر من الأمصار، وأقام عنده مدة، ومدحه، ثم لم يعجل الجائزة له يأخذ في استبطائه واستنجازه ولومه. ومن ممدوحيه عبد الله بن عامر، والي البصرة لعثمان بن عفان ومعاوية بن سفيان وفيه يقول مصورا كرمه الذى لاينقطع 4:
أخ لك لا تراه الدهر إلا ... على العلات بساما جوادا
أخ لك ما مودته رياء ... إذا ما عاد فقر أخيه عادا
ومنهم عمر بن عبيد الله معمر التيمى، فقد قصده عندما ولي فارس لمصعب بن الزبير، ومدحه مهنئا له بمنصبه، ومؤملا منه خيرا وفيرا، وراجيا أن لا يعود من رحلته إليه مخذولا، يقول 5:
أبلغ أبا حفص رسالة ناصح ... أتت من زياد مستبينا كلامها
فإنك مثل الشمس لا ستر دونها ... فكيف أبا حفص علي ظلامها
لقد كنت أدعو الله في السر أن أرى ... أمور معد في يديك نظامها [1] خزانة الأدب 4: 194، وانظر تهذيب التهذيب 3: 372. [2] شرح شواهد المغني 1: 206. [3] انظر تهذيب التهذيب 3: 372.
4 تهذيب تاريخ ابن عساكر 5: 402.
5 الأغاني 15: 385.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 296