نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 302
عوى فرميته بسهام موت ... كذاك يرد ذو الحمق اللئيم
وكنت إذا غمزت قناة قوم ... كسرت كعوبها أو تستقيم1
هم الحشو القليل لكل حي ... وهم تبع كزائدة الظليم2
فلست بسابقي هرما ولما ... يمر على نواجذك القدوم
فحاول كيف تنجو من وقاعي ... فإنك بعد ثالثة رميم3
فقد قدمت عبودتكم ودمتم ... على الفحشاء والطبع اللئيم
وظل المغيرة يتراسل معه الهجاء، حتى عيره وأخويه بأمراضهم التي ورثوها عن أبيهم المريض بقوله4:
إن حبناء كان يدعى جبيرا ... فدعوه من لومه حبناء
ولد العور منه والبرص والجذ ... مى وذو الداء ينتج الأدواء
فعف عن إجابته ومناقضته، لأنه انتقصه من جهة لا يد له فيها.
وكان زياد عصبي المزاج، حاد الطبع، إذ كانت أبسط كلمة تؤلمه، وأقل مفارقة تزعجه، فجرفه ذلك إلى التسرع في التعرض للناس بالشر، والعبث بهم. ومن ذلك أن يزيد بن حبناء نهاه عن تمزيق أعراض الناس، والتمادي في الضلال، بعد أن علت به السن، وأصبح على أبواب القبر. لم يعتبر بنصحه، وإنما هاج، وراح يدعوه إلى إرشاد نفسه قبل إرشاد سواه، فقد ضل السبيل، وشذ عن الجماعة بانضمامه إلى الخوارج. يقول5:
1 غمز القناة: تليينها وتلطيفها حتى يذهب اعوجاجها وتصير إلى الاستقامة. والقناة: الرمح.
2 زائدة الظليم: هنة وراء الظلف.
3 بعد ثالثة: أي بعد ليلة ثالثة.
4 الأغاني 13: 99.
5 الأغاني 15: 390.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 302