نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 307
فلم تسمعوا إلا بمن كان قبلكم ... ولم تدركوا إلا مدق الحوافر1
وأنتم أولى جئتم مع البقل والدبى ... فطار وهذا شخصكم غير طائر2
ومن أنتم إنا نسينا من أنتم ... وريحكم من أي ريح الأعاصر
فلو رد أهل الحق من مات منكم ... إلى حقه لم تدفنوا في المقابر
وله مرثية واحدة تبلغ خمسين بيتا رثى بها المغيرة بن المهلب، وقد مات حتف أنفه بمرو الشاهجان. ويقول أبو الفرج الأصفهاني: "إنها من نادر الكلام، ونقي المعاني، ومختار القصيد، وإنها معدودة من مراثي الشعراء ومقدمها في عصر زياد"[3] ويصفها ابن خلكان بأنها "من غرر القصائد ونخبها"[4]. وقد أوردها أبو علي القلي كاملة. وهو يتفجع فيها على المغيرة ويحصي مناقبه من إباء ومضاء وسخاء، ويعزي أباه عنه. ومنها قوله5:
قل للقوافل والغزي إذا غزوا ... والباكرين وللمجد الرائح6
إن المروءة والسماحة ضمنا ... قبرا بمرو على الطريق الواضح
فإذا مررت بقبره فاعقر به ... كوم الهجان وكل طرف سابح7
وانضح جوانب قبره بدمائها ... فلقد يكون أخا دم وذبائح
يا من بمهوى الشمس من حي إلى ... ما بين مطلع قرنها المتنازح8
1 لم تدركوا إلا مدق الحوافر: أي كنتم أذلة يطؤكم كل حافر.
2 الدبى: صغار الجراد. وهو يرميهم بأنهم لا أصل لهم. [3] الأغاني 15: 381. [4] ابن خلكان 4: 426.
5 ذيل الأمالي ص: 7-9 وابن خلكان 4: 426، والأغاني 15: 381، ومعجم الأدباء 11: 170، وخزانة الأدب 4: 192.
6 الغزي: اسم جمع للغازي.
7 الكوم: جمع كوماء، وهي الناقة العظيمة السنام. والهجان: البيض الكرام. والطرف: الكريم من الخيل.
8 المتنازح: المتباعد.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 307