نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 51
الأخرى[1]، كما كانت بعض القرى شركة بين قبائل عديدة مثل قرية خلم التي اقتسمها الأزد، وتميم، وقيس[2]. وإن كان المقدسي يرى أنها بلاد الأزد[3]، ولعله يقصد بذلك أنهم كانوا أكثر القبائل بها.
كذلك كان العرب يقيمون بالبروقان التي تبعد فرسخين عن بلخ، وهي أكبر مدن الإقليم الشرقي. وكان الجنود يحتشدون فيها مع أمرائهم[4]. وفي نهاية القرن الأول أرسل إليها قتيبة بن مسلم اثني عشر ألف جندي، عليهم أخوه عبد الرحمن، ليقمع بهم ثورة نيزك طخارستان[5]. وفي مستهل القرن الثاني كان بها عشائر من قبائل مختلفة، من الأزد، وبكر، وتميم[6]. ثم حول أسد بن عبد الله القسري المقاتلة منها إلى بلخ، وبنى لهم فيها دورا، ونقل الدواوين إليها، وعمرها بعد أن كانت خرابا[7]. ومنذ ولاية أسد الأولى أهمل العرب البروقان، لأنها مكشوفة غير محصنة، وتجمعوا ببلخ فكان منهم بها سنة ثمانية عشرة ومائة ألفان وخمسمائة جندي من أهل الشام، بجانب الأزديين والبكريين والتميميين[8].
وقد نقل اليعقوبي إحصائية موجزة للقبائل العربية بمدن خراسان، تظهر أن العشائر المنتمية إلى غير قبيلة كانت تقيم في المدينة الواحدة، وتظهر أيضا أن العرب كانوا مختلطين بالعجم فيها. وهي إحصائية وإن كانت غير منقولة ولا مسجلة في العصر الأموي، بل في العصر العباسي، فإنها تكشف لنا عن بقايا التجمعات العربية في المدن الخراسانية لعهد بني أمية. ومن تلك المدن التي وصف اليعقوبي سكانها نيسابور، وأهلها [1] تاريخ الدولة العربية ص: 395. [2] ياقوت 2: 465. [3] المقدسي ص: 303. [4] الطبري 9: 1490. [5] الطبري 8: 1207. [6] الطبري 9: 1473. [7] الطبري 9: 1490. [8] الطبري 9: 1590.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 51