نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 60
خراسان يزيد بن المهلب[1]. وفي ولاية يزيد بن عبد الملك تعاظم نفوذ قيس لأنه كان منحازا لها، فأسند ولاية العراق إلى عمر بن هبيرة الفزاري، فاستعمل على خراسان غير قيسي[2]، فضيقوا على الأزد وأعوانهم.
وفي زمن هشام بن عبد الملك انكسرت شوكة قيس بالعراق وخراسان، إذ عزل هشام عن العراق ابن هبيرة، وولاها خالد بن عبد الله القسري، فبعث إلى خراسان أخاه أسدا، ولم يلبث هشام أن أقصاه عنها، ثم أعاده إليها، فتعصب للأزد، وتشدد على قيس وتميم[3]. وفي أيام الوليد بن يزيد استردت قيس سلطانها، فقد ولي العراق يوسف بن عمر بن هبيرة، فثبت نصر بن سيار على خراسان[4]. وما هي إلا أن يطيح يزيد بن الوليد بابن عمه الوليد بن يزيد حتى استرجعت القبائل اليمنية نفوذها، وحتى دبر يزيد لإقصاء نصر بن سيار عن خراسان، فامتنع عليه[5]. وفي عهد مروان بن محمد استأثرت قيس بالسلطة، إذ كان يزيد بن عمر بن هبيرة على العراق، ونصر بن سيار على خراسان[6]. فحابى المضرية في مطلع ولايته، وعادى اليمنية.
ويصح أن نضيف إلى السببين السابقين سببا ثالثا، وهو طبيعة العلاقة التي كانت تربط في البصرة بين القبائل المضرية والقيسية، وبين القبائل اليمنية والربعية، ولما كانت العلاقة بينها سيئة متوترة، بسبب تباين أهوائها ومواقفها ومنافعها القبلية والسياسية والاقتصادية، فقد كان من شأنها أن تؤثر تأثيرا قويا في عشائرها وفروعها التي رحلت إلى خراسان. ومعروف أن الشقاق في البصرة بدأ بين بكر وتميم، ثم انضمت عبد القيس إلى بكر. ومع ذلك ظلت القبائل المضرية تكثر القبائل الربعية. وعندما هاجر أزد عمان [1] نقائض جرير والفرزدق 1: 350، وفتوح البلدان ص: 412، وتاريخ اليعقوبي 3: 40، 73، والطبري 8: 1283، وابن الأثير 5: 3. [2] الطبري: 1442، 1454، وتاريخ اليعقوبي 3: 56، وفتوح البلدان ص: 416، وابن الأثير 5: 107، 115. [3] الطبري 9: 1477، وفتوح البلدان ص: 417، وابن الأثير 5: 129. [4] التنبيه والإشراف ص: 280، والطبري 9: 1766، وابن الأثير 5: 269. [5] الطبري 9: 1845، وابن الأثير 5: 297. [6] الطبري 9: 1917، وابن الأثير 5: 342.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 60