نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 82
ففي سنة إحدى وخمسين مات الحكم بن عمرو الغفاري[1] عامل خراسان لزياد بن أبي سفيان، أمير العراق، وكان قد استخلف قبل وفاته أنس بن أبي أناس الكناني[2] وكتب بذلك إلى زياد، فعزل أنسا، ووليد خليد بن عبد الله الحنفي، فغضب أنس غضبا شديدا، وهتف بهذه الأبيات مصورا سخطه على سياسة زياد، ورأيه في بني حنيفة، وكيف أنهم لم يكونوا يصلحون للولاية والحكومة، بل للحرث والزرع وفيها يقول3:
ألا من مبلغ عني زيادا ... مغلغلة يخب بها البريد4
أتعزلني وتطعمها خليدا ... لقد لاقت حنيفة ما تريد
عليكم باليمامة فاحرثوها ... فأولكم وآخركم عبيد
ولما توفي يزيد بن معاوية، ومعاوية بن يزيد، وقتل يزيد بن زياد بسجستان، وأسر أخوه أبو عبيدة بها أيضا[5]، أخفى سلم بن زياد هذه الأخبار السيئة عن العرب بخراسان، لكيلا يموجوا ويضطربوا. فبلغت بعضهم، ومنهم ابن عرادة الشاعر، فصاح بمقطوعة أخذ فيها على سلم إخفاءه الأخبار والأسرار عنهم، وإيصاده بابه من دونهم، وأعلمه أنهم يعرفون كل ما وقع، وما بدا معه، أن دولة بني أمية انتقضت أركانها انتقاضا، إذ يقول له فيها6:
يا أيها الملك المغلق بابه ... حدثت أمور شأنهن عظيم
قتلى بجنزة والذين بكابل ... ويزيد أعلن شأنه المكتوم7 [1] انظر ترجمته في طبقات ابن سعد 7: 366، والتاريخ الكبير 1: 2: 328، والجرح والتعديل 1: 2: 119، والاستيعاب ص: 356، وأسد الغابة 2: 36، والبداية والنهاية 8: 47، والإصابة 1: 346، وتهذيب التهذيب 2: 436، وتقريب التهذيب 1: 192. [2] انظر ترجمته في الشعر والشعراء ص: 737، والإصابة 1: 69، وخزانة الأدب 3: 120.
3 الطبري 7: 155.
4 المغلغة: الرسالة. يخب: يسرع. [5] الطبري 7: 488.
6 الطبري 7: 488، وابن الأثير 4: 154.
7 جنزة: مدينة بأرمينية. وكابل: ولاية من ثغور طخارستان.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 82