نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف جلد : 1 صفحه : 111
ومن سمات جمال المرأة أن تكون بيضاء[1]، وهو أيضا دليل على شرفها، فقد كان مما يمدح به الرجل أنه ابن بيضاء[2]، بل إنهم كانوا يفخرون بأن سباياهم من النساء البيض3. ومن هنا أطلقوا على هؤلاء السود اسما خاصا تمييزا لهم من سائر إخوانهم الهجناء، فسموهم "الأغربة" تشبيها لهم بذلك الطائر البغيض المشئوم في لونه الأسود[4]، ونسبوهم في أكثر الحالات إلى أمهاتهم[5].
ويخرج هؤلاء "الأغربة" إلى الحياة، وقد وسمتهم الطبيعة بذلك اللون الذي يبغضه مجتمعهم، والذي لا بد لهم فيه، ولا خروج لهم منه، فإذا هو يحول من البدء دون أن يعترف بهم آباؤهم، ثم إذا هو بعد ذلك يقف صخرة تتحطم عليها آمالهم في أن يشاركوا في الحياة الاجتماعية كما يشارك غيرهم، ولا يهيئ لهم إلا فرصة ضيقة للحياة على هامش المجتمع حياة ذليلة محتقرة يخدمون فيها سادتهم ويقومون لهم بتلك الأعمال الفرعية التي يأنفون هم من القيام بها، أما الأعمال الأساسية فلا يقوم بها إلا أبناء الحرائر[6]، فما يحسن هؤلاء الأغربة أولاد الإماء السود غير "الحلاب والصر" كما يقول أحدهم
1 "مهفهفة بيضاء غير مفاضة" "امرؤ القيس في معلقته"، "ومن كل بيضاء رعبوبة" "المبرد الكامل/ 305".
2 "هو ابن لبيضاء الجبين نجيبة" "العجير السلولي في الأغاني 11/ 154 بولاق".
3
رحلنا من الأجيال أجيال طيئ ... نسوق النساء عوذها وعشارها
ترى كل بيضاء العوارض طفلة ... تفري إذا شال الشمال صدارها
"عروة بن الورد في ديوانه /171". [4] في لسان العرب "مادة غرب" "وأغربة العرب سودانهم، شبهوا بالأغربة في لونهم"، وفي تاج العروس "المادة نفسها" "وكلهم سرى إليهم السواد من أمهاتهم" ويقول أبو عبيدة: "وإنما سموا أغربة لأن أمهاتهم كن سودا" "كتاب الشعراء، مخطوط، فصل من غلب اسم أمه على اسم أبيه، ورقة رقم 31". [5] انظر كتاب "من نسب إلى أمه من الشعراء" لابن حبيب، وانظر فصل "من غلب اسم أمه على اسم أبيه" في كتاب الشعراء، وانظر أيضا ابن قتيبة: الشعر والشعراء/ 131، والأغاني 8/ 240. [6] #لا يكشف الغماء إلا ابن حرة
يرى غمرات الموت ثم يزورها#
"حماسة أبي تمام 1/ 25"، ويقول التبريزي: "يعني أن أبناء الحرائر هم الصابرون على المكابرة في ابتناء المجد واكتساب الشرف".
نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف جلد : 1 صفحه : 111