responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف    جلد : 1  صفحه : 112
-عنترة بن زبيبة الأمة السوداء- في سخرية لاذعة من تلك الأوضاع الاجتماعية التي وضعها السادة البيض وآمنوا بها[1].
ومع ذلك فقد يبدي أحد هؤلاء الأغربة امتيازا في ناحية من النواحي، فتشعر القبيلة أنها أمام فرد تستطيع أن تنتفع به، فيمحو هذا الامتياز عنه معنويا سواد لونه، فيعترف به أبوه، وتعمل القبيلة على تقريبة من مركز الدائرة، ليقوم بدوره في أعمال القبيلة الأساسية، كما حدث لعنترة الذي أصبح بعد اعتراف أبيه به، لشجاعته الفائقة في دفاعه عن قبيلته، عنترة بن شداد العبسي[2].
ولكن لم تكن الفرصة التي أتيحت لعنترة بالتي تتاح لكل أولئك الأغربة الذين كان يغص بهم المجتمع الجاهلي[3]، كما أن منهم من كان يرفض تلك الحياة "الهامشية"، ويتمرد على ذلك الوضع الاجتماعي الذليل المحتقر الذي فرض عليه؛ لأن لديه من القوة النفسية ما يجعله يرفض قبوله، ومن القوة الجسدية ما يمكنه من رفع راية العصيان في وجه هؤلاء السادة[4]. وقد خرج هؤلاء الأغربة الأقوياء على أوضاع القبيلة، ورفضوا الحياة الذليلة التي فرضتها عليهم، وخرجوا من حماها، ليشقوا طريقهم في الحياة بالأسلوب الذي يضمن لهم حياة كريمة حرة تعتمد على القوة في سبيل الحصول على الحق. ومن هؤلاء

[1] ابن قتيبة: الشعر والشعراء/ 130، والأغاني 8/ 239.
[2] المصدران السابقان: الشعر والشعراء/ 130، 131، والأغاني 8/ 239، 240.
[3] يحاول بعض رواة الأدب العربي أن يجددوا عدة أغربة العرب فبينما يحددهم بعضهم بثلاثة "ابن قتيبة في الشعر والشعراء/ 131"، وابن الكلبي في الأغاني 8/ 240، وأبو عبيدة في كتاب الشعراء - مخطوطة - ورقة رقم 31"، يحددهم آخرون بأربعة "النيسابوري في لطائف المعارف - مخطوطة - ورقة 87"، ويحددهم غيرهم بسبعة "ابن الأعرابي في المزهر 2/ 269"، ويحددهم آخرون بأكثر من ذلك "ابن حبيب في المحبر/ 307 وما بعدها، ولسان العرب، وتاج العروس، مادة غرب"، وعندي أن هذه الإحصائيات لا قيمة لها، فإن هذا شيء أكثر من أن يُحصى، ويبدو أن المقصود بها هو تسجيل أسماء المشهورين منهم.
[4] يصفهم النيسابوري بأنهم "سودان شجعان" "لطائف المعارف - مخطوطة - ورقة رقم 87".
نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست