نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف جلد : 1 صفحه : 192
ويوما بذات الرأس أو بطن منجل ... هنالك نبغي القاصي المتغورا1
وهو إذا كان يتأخر عن غزوهم أحيانا فليس هذا دليلا على أنه قد كف عنهم، وإنما هو يمهلهم إلى حين، وهو واثق من قدرته على غزوهم، فهو يعرفهم وهم يعرفونه، وأحب شيء إليه أن يُغير عليهم، وأن يقطع الطريق على سادتهم، وهو الخبير بطرق الصحراء ومسالكها، القدير على الاهتداء في مجاهلها:
كأن قد، فا يغررك مني تمكثي ... سلكت طريقا بين يربغ فالسرد
وإني زعيم أن ألف عجاجتي ... على ذي كساء من سلامان أو برد
وأمشي لدى العصداء أبغي سراتهم ... وأسلك خلا بين أرفاغ والسرد
هم عرفوني ناشئا ذا مخيلة ... أمشي خلال الدار كالأسد الورد
كأني إذا لم أمس في دار خالد ... بتيماء لا أهدَى سبيلا ولا أهدِي2
أما عمرو ذو الكلب فيعلن أعداءه بأن الصراع بينه وبينهم سيكون مريرا لا رحمة فيه، الويل فيه للمغلوب، وينذرهم بأنه لن يرحمهم إذا ظفر بهم، كما أنه لا يريد منهم رحمة إذا هم ظفروا به، فليكن الصراع بينه وبينهم عنيفا، وليغزهم برفاقه الصعاليك الشجعان الذين يختلف عددهم بين الواحد والجماعة، وهو -فوق ذلك كله- يتوعدهم بأنه لن يكف عن غزوهم حتى يقتلهم ويرمل نساءهم:
فإن أثقفتموني فاقتلوني ... وإن أثقف فسوف ترون بالي
فأبرح غازيا أهدى رعيلا ... أؤم سواد طود ذي نجال
ويبرح واحد واثنان صحبي ... ويوما في أضاميم الرجال
1 ديوانه في الطرائف الأدبية/ 35، 36. والأغاني 21/ 135. وديوانه المصور، لوحة رقم 10، 11. مع اختلاف في الألفاظ والترتيب - دهو أو رهو، وعداف، وبنور، وبسيط، وعصنصر: أسماء جبال. الحماط: شجر يشبه شجر التين. بنو صعب بن مر هم إخوة سلامان. ذات الرس وبطن منجل: موضعان.
2 ديوانه في الطرائف الأدبية/ 34. والأغاني 21/ 135. والبكري: معجم ما استعجم 1/ 139. يربغ: موضع بين عمان والبحرين. السرد وأرفاغ: جبلان لبني سلامان، وبهما منازلهم. العصداء: أرض لبني سلامان. الخل: الطريق ينفذ في الرمل، أو النافذ بين رملتين، أو النافذ في الرمل المتراكم.
نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف جلد : 1 صفحه : 192