نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف جلد : 1 صفحه : 193
بفتيان عمارط من هذيل ... هم ينفون آناس الحلال
وأبرح في طوال الدهر حتى ... أقيم نساء بجلة بالنعال1
وأما تأبط شرا فقد كان أوسع ميدانا من ذي الكلب، فإنه لا يقنع بغير غزو خثعم وبجيلة وثمالة وهذيل، وهو يرد الفضل في هذا كله إلى قدميه اللتين أودع الله فيهما عذابا وشرا يصبهما عليهم:
أرى قدمي وقعهما خفيف ... كتحليل الظليم حذا رئاله
أرى بهما عذابا كل يوم ... لخثعم أو بجيلة أو ثمالة
وشرا كان صب على هذيل ... إذا علقت حبالهم حباله2
وهو لا يترك دم صديقه دون أن يثأر له، وإنما يهدد بالانتقام الشنيع، يقتل في الرجال، ويسبي النساء، فأكبر همه كما يقول "دم الثأر أو يلقى كميا مسفعا"[3]، غاية ما في الأمر أن يحترم تقاليد مجتمعه الدينية، فيؤخر انتقامه حتى تنتهي الأشهر الحرم:
فعدوا شهور الحرم ثم تعرفوا ... قتيل أناس أو فتاة تعانق4
وهو في هذا الاحترام لمقدسات مجتمعه يخالف تلميذه الشنفرى الذي يُصرح في بعض شعره بأنه قتل قتيلا في أيام حجة وسط الحجيج المصوت بمنى:
قتلنا قتيلا مهديا بملبد ... جمار منى وسط الحجيج المصوت5
1 شرح أشعار الهذليين 1/ 233، 234 - أثقفه: ظفر به. البال في البيت الأول معناه الحال. قوله "فأبرح غازيا" يريد به فلا أبرح. الرعيل: الجماعة المتقدمة. النجال: ما يخرج من الأرض. الأضاميم: الجماعات، واحدها إضمامة. العمارط: الصعاليك. الحلال: جمع حلة، والمعنى أنهم يمرون بأصحابها فيهربون من خوفهم. بجلة: قبيلة.
2 الأغاني 18/ 218، وأيضا/ 216 - التحليل: العدو. الرئال: جمع رأل وهو ولد النعام. حذا: حاذى. [3] حماسة أبي تمام 1/ 46. والأغاني 18/ 217 وفيه "مقنعا" مكان "مسفعا".
4 الأغاني 18/ 214. الحرم: الإحرام. ويريد بقوله "فتاة تعانق" سبية تقع في أسره.
5 المفضليات/ 205. والأغاني 21/ 140 وفيه "محلهما بين الحجيج". وأيضا/ 137=
نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف جلد : 1 صفحه : 193