responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف    جلد : 1  صفحه : 194
ومن أطرف ما نصادفه في هذا الباب توعد الصعلوك للصعلوك، وتأتي طرافته من أنه يمثل صراعا بين قوتين متكافئتين، ومن هنا كان حرص كل منهما على تجنب الاصطدام بالآخر من أخص ميزات هذا اللون من التوعد، ولكن هذا الحرص ليس جبنا، وإنما هو محاولة لتفادي الكارثة، ولهذا كان حديث الشاعر الصعلوك عن حرصه هذا مقرونا عادة بحديثه عن قوته، ومقدرته على التغلب على خصمه إذ إن أي ضعف يبدو منه في هذا الحديث قد يكون سببا في أن يدفع حياته ثمنا له، ولهذا كله كان توعد الصعلوك للصعلوك في شعر الصعاليك قليلا جدا، ولعل أصدق مثال لهذه "الحرب الباردة" بين الشعراء الصعاليك توعد صخر الغي الهذلي لتأبط شرا، أو ابن ترنى كما كان يلقبه، فهو في قصيدة له يصفه أولا بأنه يعاني صراعا نفسيا، سببه حقده عليه وعجزه عنه، ثم ينصحه ثانيا بأن يخفف من حدة هذا الصراع النفسي، ولكنه يحذره من أن يجعل وسيلته إلى ذلك الاصطدام به، فإنه لو فعل للقي حتفه لا محالة، ثم يعود فيخفف قليلا من حدة أسلوبه، فيمزج العنف باللين في حديث فيه لياقة وفيه دهاء، يجعل وسيلته إليه أن يشير إلى بعض الصفات المحمودة في خصمه، ويسأله ألا يكون سببا في الإساءة إليها:
فإن ابن ترنى إذا جئتكم ... أراه يدافع قولا عنيفا
قد افنى أنامله أزمه ... فأمسى يعض على الوظيفا
فلا تقعدن على زخة ... وتضمر في القلب وجدا وخيفا
ولا تقدمن على خطة ... تكون إذن لك حتفا ذفيفا
ولا أبغينك بعد النهي ... وبعد الكرامة شرا ظليفا
ولا أرفعنك رقع الصديـ ... ـع لاءم فيه الصناع الكتيفا1

= وفيه "قتلت حراما" و"ببطن منى وسط الحجيج"، وهي رواية البغدادي في خزانة الأدب 2/ 18- المهدي: الذي يقدم الهدي. والملبد: المحرم الذي يأخذ صمغا فيلبد به شعره لئلا يشعث في مدة الإحرام. والمعنى: قتلنا رجلا محرما برجل محرم. وقوله "جمار منى" أي عند جمار منى. والمصوت: الملبي الذي يرفع صوته بالتلبية في الحج.
1 شرح أشعار الهذليين 1/ 46، 47 - الأزم: العض. الوظيف: الذراع. الزخة:=
نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف    جلد : 1  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست