نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف جلد : 1 صفحه : 195
وصف الأسلحة:
ومن الطبيعي أن يتحدث الشعراء الصعاليك عن أسلحتهم، فهي القوة الثالثة التي يعتمدون عليها في مغامراتهم إلى جانب قوة قلوبهم وقوة أرجلهم، تلك القوى الثلاث التي تقوم عليها حياة الصعلوك يجمعها تأبط شرا في رثائة للشنفرى حيث يقول:
فلا يبعدن الشنفرى، وسلاحه الـ ... ـحديد، وشد خطوة متواتر1
والأسلحة التي يصفها الشعراء الصعاليك هي تلك التي كان يعرفها العرب في العصر الجاهلي، سواء منها أسلحة الهجوم: السيف، والرمح، والقوس، والسهام، أو أسلحة الدفاع: الدرع، والترس، والمغفر. ويلح الشعراء الصعاليك على الحديث عن هذه الأسلحة إلحاحا شديدا، وليس في هذا غرابة؛ إذ إنها تكاد تكون كل ما يملكون في حياتهم الفقيرة، وهي من غير استخدام لأفعال المقاربة كل ما يحرصون عليه في هذه الحياة الحمراء المتمردة. وفي أبيات لعروة يذكر أنه لن يخلف لورثته بعد موته سوى درع ومغفر وسيف ورمح وجواد[2]، فهذا كل ما يحرص عليه في حياته، وكل ما سيظل محافظا عليه إلى آخر رمق منها حتى يرثه ورثته من بعده.
ويصرح صخر الغي في بعض شعره بأنه حريص على سلاحه لا يفرط فيه، لئلا يطمع فيه أحد من أولئك الذين يتوعدونه، ويتربصون به، من أعدائه الذين طالما وترهم، فهو يعدد سلاحه في قصيدة طويلة له ويصفه، ثم يقول عنه:
ذلك بزي فلن أفرطه ... أخاف أن ينجزوا الذي وعدوا3
ويصل اعتداد الأعلم الهذلي بسلاحه إلى درجة أن يرى فيه وسيلة تنقله من
= الغيظ. الخيف: جمع خيفة. الحتف الذفيف: القاتل الذي يجهز عليه. الظليف: الشديد أو الغليظ. رقعه: أصلحه بالرقاع كرقعه "بالتشديد". الصديع: النصف من الشيء المشقوق نصفين. لاءم: أصلح. الكتيف: الضبات، يريد لا أرقعنك بالهجاء.
1 الأعاني 21/ 137. وديوان الشنفرى في الطرائف الأدبية/ 29 - الشد: الجري. [2] انظر ديوانه/ 207.
3 شرح أشعار الهذليين 1/ 13 - والبز: السلاح.
نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف جلد : 1 صفحه : 195