responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف    جلد : 1  صفحه : 32
النفسيات ووقع الفقر عليها. وقد حاول صاحب "الفلاكة والمفلوكين"[1] أن يحصرها، فعقد في كتابه فصلا طويلا "في الآفات التي تنشأ من الفلاكة، وتستلزمها الفلاكة وتقتضيها"[2]، وعد منها الآلام العقلية، وهو تعبير يرادف ما نعبر عنه بالآثار النفسية، وحصرها في ثلاثة أنواع، وحاول أن يدلل على هذا التقسيم الثلاثي تدليلا عقليا منطقيا تكثر فيه الحدود والأقسام والمقدمات والنتائج. ولكن هذه المحاولة -من وجهة النظر العلمية الحديثة- غير دقيقة، فإن هذه الآثار النفسية ليس من اليسير حصرها، فليست المسألة مسألة منطقية تقبل القسمة العقلية، ولكنها مسألة نفسية تتصل بالنفس البشرية، تلك النفس الغامضة الممعنة في الغموض ذات السراديب العميقة، والأسرار الدفينة المكبوتة. ويحاول علماء النفس المحدثون دراسة هذه المسألة وأشباهها على أساس ما يسمونه "بالعقد النفسية"، ومن بين هذه العقد عقدة يسمونها "عقدة الفقر"، وهي تلك التي تتكون نتيجة للإحساس بالفقر، وتدفع صاحبها في محاولة التعويض عن الشعور بالنقص إلى العمل على أن يصير غنيا[3]. فهذه العقدة هي المحور الذي تدور حوله تلك الآثار النفسية التي يخلفها الفقر في نفس الفقير.
والمتأمل في أخبار الصعاليك وأشعارهم يلفت نظره شعور حاد بالفقر، وإحساس مرير بوقعه على نفوسهم، وشكوى صارخة من هوان منزلتهم الاجتماعية وعدم تقدير المجتمع لهم، وعجزهم عن الأخذ بنصيبهم من الحياة كما يأخذ سائر أفراد مجتمعهم، أو الوقوف معهم على قدم المساواة في معترك الحياة، لا لأنهم هم أنفسهم عاجزون، وإنما لأن مجتمعهم ظلمهم، وحرمهم من تلك العدالة الاجتماعية التي يطمح إليها كل فرد في مجتمعه، وجردهم من كل الوسائل

[1] شهاب الدين الدلجي، وقد عقل الفصل الأول من كتابه في تحقيق معنى المفلوك، وقال فيه: "هذه اللفظة تلقيناها من أفاضل المعجم، ويريدون بها بشهادة مواقع الاستعمال الرجل الغير المحفوظ المهمل في الناس لإملاقه وفقره "ص3"، فهي تقرب من كلمة "الصعلوك" في دائرتها اللغوية.
[2] انظر الفصل الرابع، ص14 وما بعدها.
[3] Grove; Personality And Social Adjustment, P. 231.
نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست