نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف جلد : 1 صفحه : 33
المشروعة التي يواجهون بها الحياة كما يواجهها غيرهم ممن توافرت لهم هذه الوسائل.
فقيس بن الحدادية[1] يرى أن لا يسوي عند قومه "عنزا جرباء جذماء"[2]. وفي أخبار الشنفرى أن قومه قتلوا رجلا في خفرة بعض الفهميين، "فرهنوهم الشنفرى وأمه وأخاه، وأسلموهم، ولم يفدوهم"[3]، وخبر تلك اللطمة التي لطمتها الفتاة السلامية للشنفرى، والتي كانت السبب المباشر في تصعلكه؛ لأنها أنكرت عليه أن يتسامى إلى مقامها الاجتماعي، ويرفع الحواجز الاحتماعية التي تفصل بين طبقتيهما، ويناديها بأخته، خبر كبير الدلالة على ما كان يعانية هؤلاء الصعاليك من مجتمعهم[4].
وينظر هؤلاء الفقراء الجياع، المحتقرون من مجتمعهم، المنبوذون من إخوانهم في الإنسانية، إلى الحياة ليشقوا لهم طريقا في زحمتها، وقد جردوا من كل وسائلها المشروعة، فلا يجدون أمامهم إلا أمرين: إما أن يقبلوا هذه الحياة الذليلة المهينة التي يحيونها على هامش المجتمع، في أطرافه البعيدة، خلف أديار البيوت، يخدمون الأغنياء، أو ينتظرون فضل ثرائهم، أو يستجدونهم في ذلة واستكانة، وإما أن يشقوا طريقهم بالقوة نحو حياة كريمة أبية، يفرضون فيها أنفسهم على مجتمعهم، وينتزعون لقمة العيش من أيدي من حرموهم منها، دون أن يبالوا في سبيل غايتهم أكانت وسائلهم مشروعة أم غير مشروعة، فالحق للقوة، والغاية تبرر الوسيلة. [1] اختلفوا في ضبط اسم أمه بين كسر الحاء وضمها: أما ابن دريد فهي عنده بالضم "الاشتقاق/ 277"، وكذلك ابن عبد ربه "العقد الفريد" 3/ 383"، ولكنها عند السمعاني في الأنساب بالكسر، أما المرزباني فإنه يذكر الضبطين فيقول "والحدادية أمه، وهي من بني حداد من كنانة، وقوم يجعلونها من حداد محارب، وحداد بالضم من كنانة، وحداد بالكسر من محارب" "معجم الشعراء/ 325". وهكذا يتضح أن الاختلاف في ضبط الاسم راجع إلى الاختلاف في القبيلة التي تنتسب إليها أم الشاعر، وهي عند ابن حبيب وأبي الفرج من محارب، وعند ابن الأعرابي من كنانة "من نسب إلى أمه من الشعراء/6، والأغاني 13/ 2 - بولاق". [2] انظر الأغاني 13/ 8 "بولاق". [3] ابن الأنباري: شرح المفضليات/ 197، 198. [4] انظر المصدر السابق/ 195، 196، والأغاني 21/ 134 وما بعدها.
نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف جلد : 1 صفحه : 33