نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف جلد : 1 صفحه : 44
فأرسلا وعدا بينهما فسبقهما، فأخذهما"[1]. ويذكر الرواة أن خطوا الشنفرى ذرع ليلة قُتل، "فوجد أول نزوة نزاها إحدى وعشرين خطوة، والثانية سبع عشرة خطوة، والثالثة خمس عشرة خطوة"[2]. ومن الطريف أن يصف تأبط شرا رفيقه في الصعلكة الشنفرى حين يعدو بأنه "قد طار"[3]، أو يصف عدو عمرو بن براقة بأنه "مثل الريح"[4]، أو نسمعه يقسم بقوله "والذي أعدو بطيره"[5]، وهو قسم يستمد طرافته من ذكر الطير فيه. وعقد صلة بينها وبين عدوه، كأنهما أصبح الصعلوك يعدو بأجنحتها.
وفي كل مناسبة يردد هؤلاء الصعاليك في شعرهم أحاديث عدوهم وسرعتهم. وهم يتحدثون عنها دائما في اعتداد وفخر كبيرين؛ إذ يرون فيهما ميزة تفردوا بها من بين سائر البشر، ووسيلة تعينهم على الحياة، وتيسر لهم سبل النجاة. يقول تأبط شرا مفتخرا بسرعته التي أنجته من أعدائه وما أرسلوه خلفه من خيل سريعة:
ليلة صاحوا وأغروا بي سراعهم ... بالعيكتين لدى معدى ابن براق
كأنما حثحثوا حصا قوادمه ... أو أم خشف بذي شث وطباق
لا شيء مني، ليس ذا عذر ... وذا جناح بجنب الريد خفاق
حتى نجوت ولما ينزعوا سلبي ... بواله من قبيض الشد غيداق6 [1] الأغاني 21/ 75. [2] البغدادي: خزانة الأدب 2/ 18. [3] ابن الأنباري: شرح المفضليات/ 6. [4] الأغاني 18/ 210. [5] المصدر السابق/ 211.
6 المفضليات/ 7-11. والعيكتان: اسم موضع. حثحثوا: حركوا، من الحث. القوادم: ما يلي الرأس من ريش الجناحين، والحص: التي تناثر ريشها وتكسر، وهذه دلالة على السرعة والخفة، وقوله: "حصا قوادمه" يعني الظليم. الخشف: ولد الظبية. الشت والطباق: نبتان من نبت السراة. العذر: ما أقبل من شعر الناصية على الوجه، ويعني بذي عذر فرسا.
الريد: حرف الجبل الذي يشرف على الهواء. الواله: الذاهب العقل فليس يستبقي من جهده في عدوه شيئا. القبيض: السريع. الشد: العدو. الغيداق: الكثير الواسع.
نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف جلد : 1 صفحه : 44