responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصورة الأدبية تاريخ ونقد نویسنده : علي علي صبح    جلد : 1  صفحه : 132
وهكذا فالخيال وحده مصدر هذا كله، وهي نظرية جديدة في مفهوم الصورة، حيث يعتمد كلية على الخيال، ولسنا معه في اتجاهه السابق في الخيال وتفرده بالصورة؛ لأن الاعتماد عليه وحده يمكن الشاعر من الشطط فيه، وتبعد الصورة حينئذ كل البعد عن الواقع ومظاهر الحياة ويترتب على ذلك انفصال الأدب عن المجتمع وموقفه السلبي منه كما كان الأمر في المذهب الابتداعي "الرومانتيكي" القائم على الخيال والإغراق فيه، فهبت المذاهب الأدبية الأخرى في وجهه والتي قامت على أنقاضه وأخذت ترميه بالجنون والهوس والشطط والبعد عن الواقع؛ لأن الأدب لا بد أن يعيش مع المجتمع ويشاركه آلامه وآماله ويحل مشاكله ومناقضاته، ولا يتم ذلك إلا إذا سار العقل مع الخيال جنبًا إلى جنب في تصوير الحقائق، والواقع وكل مظاهر الحياة.
ومغالطة أخرى في تسلط الخيال على العقل تسلطًا كاملًا، فإنه لو كان الخيال كذلك لأفسد العقل وشل تقدمه البناء، ورجعت البشرية قرونًا إلى الوراء، لتعيش في العصر البدائي الأول، يؤم أن كان الخيال هو العقل في الإنسان البدائي، ولما كانت أيضًا هذه الحضارة التي نعيشها؛ لأنها مزيج من الخيال والعقل على حد سواء، وهل يستطيع أحد أن ينكر جمال الصورة الآتية التي مصدرها الألفاظ الحقيقية. وقد نبعت من العقل مجردًا من الخيال حيث يقول الخطيئة:
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره ... تجد خير نار عندها خير موقد1
ولا عمل للخيال هنا، وأحكم العقل الصورة حتى صارت مثل صورة الخيال تمامًا، إن لم تفقه، وذلك لأن الشاعر صور المعنى على طريق الشرط والجزاء،

1 دلائل الإعجاز: الإمام عبد القاهر ص194.
نام کتاب : الصورة الأدبية تاريخ ونقد نویسنده : علي علي صبح    جلد : 1  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست