نام کتاب : الفلك الدائر على المثل السائر نویسنده : ابن أبي الحديد جلد : 4 صفحه : 18
وزيغ الأشعري[1] كشفت عني ... فلم أسلك ثنيات الطريق2
أحب الاعتزال وناصريه ... ذوي الألباب والنظر الدقيق
فأهل العدل والتوحيد أهلي ... نعم ففريقهم أبدا فريقي
وشرح النهج لم أدركه إلا ... بعونك بعد مجهدة وضيق
تمثل إذ بدأت به لعيني ... هناك كذروة الطود السحيق
فتم بحسن عونك وهو أنأى ... من العيوق[3] أو بيض الأنوق4
بآل العلقمي ورت زنادي ... وقامت بين أهل الفضل سوقي
فكم ثوب أنيق نلت منهم ... ونلت بهم، وكم طرف عتيق5
أدام الله دولتهم وأنحى ... على أعدائهم بالخنفقيق6 [1] الأشعري هو أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري، ينتسب إلى أبي موسى الأشعري، كان معتزليا أولا، ثم خرج على مذهب المعتزلة وحاربهم بمثل سلاحهم، وأخذ من مذهبهم بعض الآراء، ومن مذهب خصومهم بعضها، وكون لنفسه مذهبا مختارا حاول فيه أن يوفق بين المعقول والمنقول، وهو أميل إلى مذهب أهل السنة، يثبت الصفات لله تعالى من علم وقدرة وإرادة، وهي صفات أزلية قائمة بذاته تعالى. ويقول بإمكان رؤية الخالق سبحانه وتعالى في الآخرة، لكن يستحيل أن تكون الرؤية على جهة ومكن وصورة ومقابلة.
ومذهبه في الوعد والوعيد مخالف للمعتزلة من كل وجه.
ولكن بعض العلماء الكبار من أهل السنة لم يوافقوه على آرائه كلها، ورأوا أن بعضها مشوب بآراء المعتزلة.
"الملل والنحل 1/ 85".
2 ثنيات الطرق: الطرق الملتوية المعوجة. [3] العيوق: نجم أحمر مضيء في طرف المجرة الأيمن يتلو الثريا لا يتقدمها.
4 بيض الأنوق: الأنوق: على وزن صبور العقاب والرخمة، وهو أعز من بيض الأنوق لأنها تحرزه فلا يكاد يظفر أحد؛ لأن أوكارها في القلل الصعبة.
5 الطرف: الفرس الأصيل الكريم.
6 الخنفقيق: السريعة جد من النوق والغزلان وحكاية جري الخيل، وهو مشى فيه اضطراب والمراد الداهية.
نام کتاب : الفلك الدائر على المثل السائر نویسنده : ابن أبي الحديد جلد : 4 صفحه : 18