نام کتاب : الفلك الدائر على المثل السائر نویسنده : ابن أبي الحديد جلد : 4 صفحه : 19
2- ومن شعره قوله في مناجاة الله وبيان مذهبه في الاعتزال:
وحقك لو أدخلتني النار قلت للـ ... ـذين بها قد كنت ممن يحبه
وأفنيت عمري في دقيق علومه ... وما بغيتي إلا رضاه وقربه
هبوني مسيئا أوضع العلم جهله ... وأربعة دون البرية ذنبه1
أما يقتضي شرع التكرم عفوه ... أيحسن أن ينسى هواه وحبه؟
أما رد زيغ ابن الخطيب وشكه ... وتمويهم في الدين إذ عز خطبه؟
أما كان ينوي الحق فيما يقوله ... ألم تنصر التوحيد والعدل كتبه
وغاية صدق العبد أن يعذب الأسمـ ... إذا كان من يهوي عليه يصبه
فرد عليه الشيخ صلاح الدين الصفدي بقوله:
علمنا بهذا القول أنك آخذ ... يقول اعتزال جل في الدين خطبه؟
فتزعم أن الله في الحشر ما يرمى ... وذاك اعتقاد سوف يرديك غبه
وتنفي صفات الله وهي قديمة ... وقد أثبتتها عن إلهك كتبه
وتعتقد القرآن خلقا ومحدثا ... وذلك داء عز في الناس طبه
وتثبت للعبد الضعيف مشية ... يكون بها ما لم يقدره ربه
وأشياء من هذي الفضائح جمة ... فأيكما داعي الضلال وحزبه؟
ومن ذا الذي أضحى قريبا إلى الهدى ... وجاء عن الدين الحنيفي ذبه
وما صر فخر الدين قول نظمته ... وفيه شناع مفرط إذ تسبه
1 أوضع العلم جهله: لزمه، من أوضعت الإبل إذ رعت الحمض حول الماء ولم تبرحه.
نام کتاب : الفلك الدائر على المثل السائر نویسنده : ابن أبي الحديد جلد : 4 صفحه : 19